كل عام وأنتم بخير، أعزائي القراء، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الذي تنزل فيه الملائكة رحمة وبركة على المؤمنين، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُصفد فيه الشياطين، وتستجاب فيه الدعوات.
وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل ليلة القدر وفضل العشر الأواخر من رمضان، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
ولكن هل ليلة القدر هي آخر جمعة من رمضان؟
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، فقال بعضهم: إنها آخر جمعة من رمضان، وقال آخرون: إنها غير محددة، بل تتغير من عام لآخر، وقال آخرون: إنها في العشر الأواخر من رمضان، ولكنها غير محددة يومًا بعينه.
والذي نرجحه أن ليلة القدر غير محددة، بل تتغير من عام لآخر، وأنها في العشر الأواخر من رمضان، ولكنها غير محددة يومًا بعينه، وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
أما ما ورد عن بعض السلف من تحديد ليلة القدر بآخر جمعة من رمضان، فإنه لا يصح عنهم، وإنما هو قول لا أصل له، وقد رده جمهور العلماء.
ولذا، فإننا ننصحكم بأن تحرصوا على العبادة في العشر الأواخر من رمضان، وبخاصة في الليالي الوترية، وأن تكثروا من الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم، لعل الله أن يرزقكم ليلة القدر، ويكتب لكم فيها المغفرة والعتق من النار.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات، وأن يرزقنا ليلة القدر، وأن يعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا.