أبو شجاع.. فارس الكلمة والقلم والفعل




فيك يا أبا شجاع تتجسد خصال الأجواد ومكارم الأخلاق، أنت من حمل لواء النخوة العربية الأصيلة، ومدت يد العون للمحتاجين دون من ولا أذى.
ولد أبو شجاع في مدينة لطالما عانت من ويلات الحروب والصراعات، لكنه لم يرضخ لليأس والإحباط، بل واجَه الظروف الصعبة بصبر وثبات، وعاهد نفسه على أن يكون منارة أمل لأبناء وطنه.
ببريق في عينيه وحماس لا يخبو، بدأ أبو شجاع رحلته نحو المعرفة والإنجاز. حصد التفوق تلو الآخر، حتى أنهى دراسته الجامعية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان من أوائل خريجي دفعة.
لم يكتف أبو شجاع بالتألق الأكاديمي، بل كان شغوفًا بالكتابة والقراءة، منذ صغره، كان يحمل معه دومًا كتابًا أو رواية، يقرأها في كل وقت فراغ، حتى أصبح من أبرز الكتاب والصحفيين في بلاده.
امتازت كتابات أبو شجاع بقوة الحجة ومتانة الأسلوب والصراحة الشجاعة، فدافع بقلمه عن قضايا وطنه وأمته، وناضل من أجل نشر ثقافة التسامح والسلام.
لم يكن أبو شجاع مجرد كاتب يجلس خلف مكتبه، بل كان فارسًا في ميدان العمل الإنساني، أسس العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي تقدم المساعدة للمحتاجين، ولم يتوان عن تقديم يد العون لكل من يطلبها.
يروى أن أحد الفقراء أتى إلى أبو شجاع، طالبا منه المساعدة، فلم يكتف أبو شجاع بإعطائه المال، بل ذهب معه إلى منزله، وتفقد أحواله، وأسرة الفقير، وعرف أيضًا أن زوجته مريضة، فاصطحبها إلى المستشفى، وتكفل بعلاجها على نفقته الخاصة.
لم يفرق أبو شجاع بين الناس بسبب دياناتهم أو انتماءاتهم، بل كان يدعو دائمًا إلى الوحدة والتآخي، وكان يحزن كثيرًا لرؤية الخلافات والنزاعات التي تعصف بالمنطقة، وكان يرى أن الحل يكمن في الحوار والتفاهم.
في أحد مؤتمرات السلام، وقف أبو شجاع أمام ممثلي الأديان والثقافات المختلفة، وقال لهم: "نحن جميعًا بشر، وخُلقنا لنتعايش سويًا في سلام وانسجام".
أُعجب الناس بكلام أبو شجاع، وأدركوا مدى صدق نواياه، فكان له ما أراد، ونجح في التقريب بين وجهات النظر المختلفة، وزرع بذور المحبة والتسامح في قلوب الناس.
وبعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات، رحل عنا أبو شجاع، لكن ذكراه ستظل باقية في قلوبنا وعقولنا، وستظل أعماله الخيرة شاهدة على صدقه ونبله.
ستبقى يا أبا شجاع فارس الكلمة والقلم والفعل، وستظل قدوة لنا ولكل من يريد أن يقدم الخير لبلاده وأمته.
فسلام عليك يا فارس النخوة العربية، ورحمة الله وبركاته.