لا يحتاج اسم "أبو عبيدة"، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى تقديم. فمنذ ظهور الرجل في منتصف العام 2012، والأضواء مسلطة عليه في كل ظهور. وقد زاد تألقه بصورة لافتة في الحرب الإسرائيلية على غزة والتي راح ضحيتها نحو ألفي فلسطيني.
تكتيك ومفاجآت
حافظ أبو عبيدة على أسلوبه الذي يجمع بين التهديد والتحذير من جهة، والهدوء والرزانة من جهة أخرى. وقد نجح الرجل في إبقاء إسرائيل على أعصابها طوال الحرب الأخيرة، ولم يترك لها فرصة التقاط الأنفاس بسبب التكتيتكات العسكرية التي أبدع فيها الجناح العسكري لحماس.
التكتيك الأول كان التخفي، وعدم الظهور إلى العلن، والاكتفاء بالإطلالات عبر تسجيلات صوتية بين الحين والآخر وهو تكتيك أرهق الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات التابع له في محاولته لاكتشاف مكانه والوصول إليه، وجعله عرضة لأوامر الاغتيال.
التكتيك الثاني كان استخدام الأنفاق، التي مثلت طوال الحرب عنصرا مفاجئا للجيش الإسرائيلي وأوقعته في العديد من الكمائن، ودمر خلالها عددا كبيرا من الدبابات الإسرائيلية التي لم تصمد أمام قوة الصواريخ التي كانت تطلق عليها من داخل الأنفاق.
حرب مفتوحة
أعلن أبو عبيدة في كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى للحرب على غزة، أن حماس لا تبحث عن الحرب، لكنها ترحب بها إذا ما فُرضت عليها، وقال: "لذلك، لا بد من الاستعداد بشكل جيد، فالحرب مع الاحتلال مستمرة حتى تحقيق النصر وتحرير الأرض."
وأضاف: "الجميع شاهد ويعرف قدرات المقاومة الآن، ففي الحرب الماضية كان لدينا مفاجآت حقيقية للعدو، وقد وعدنا بالمزيد في حال فُرضت علينا حرب جديدة، ولكل مجاهد جديد نقول له ارفع رأسك فأنت في كتائب القسام وموعدنا مع نصر قريب بإذن الله."
وتابع: "لقد قلنا مرارا وتكرارا إننا لا نسعى إلى الحرب، بل نتطلع إلى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية ونهاية الاحتلال، ولا نعتقد أن الحرب مع الاحتلال ستنتهي قريبا، ولكن إذا فُرضت علينا، فسنواجهها بكل بسالة وقوة بإذن الله."
كما تحدث أبو عبيدة عن استعدادات المقاومة وتطورها المستمر، قائلا: "لقد واصلنا تطوير قدراتنا العسكرية، ولدينا الآن صواريخ يمكنها الوصول إلى أي مكان في فلسطين المحتلة. كما أننا طورنا قدراتنا الدفاعية، ونحن مستعدون لأي مواجهة مع العدو."
وأكد أبو عبيدة في نهاية كلمته على أن المقاومة ستواصل طريقها حتى تحقيق النصر وتحرير الأرض، وقال: "نحن ما زلنا في بداية الطريق، لكننا واثقون من أننا سننتصر في النهاية." فهل يجدد أبو عبيدة وعده بمفاجآت جديدة في حال فرضت الحرب من جديد على قطاع غزة؟