الشيخ أبو عبيدة، رجل مكافح، مثابر، مؤمن، متواصل ومؤثر. أتقن معنى التواضع، وأحب الناس وأحبوه، وعمل على توعية الناس ودعاهم إلى الله تعالى.
ضاعت شهاداته الرسمية في حريق، فلم يستسلم بل تعلم مهنة الإصلاح على يد مصلح تلفزيونات، ثم أصبح متخصصًا فيها. في عام 1970، بعدما أتم دراسته الابتدائية، التحق بمعهد إعداد القادة التابع لحزب التحرير، وبدأ حياته الدعوية.
لم يكن غريبًا أن يكون أبو عبيدة هدفًا للأجهزة الأمنية، فعبادته وإصلاحه دعوة، ودعوته دعوة تغيير، وتغييره تغيير المجتمع، وهدفه إرضاء الله.
في عام 1974، اعتقل أبو عبيدة لأول مرة، وأفرج عنه عام 1976، ليعاد اعتقاله بعد فترة وجيزة، ويفرج عنه مرة أخرى عام 1978. وفي عام 1984، اعتقل للمرة الثالثة، وظل في السجن حتى عام 1999.
خلال فترة سجنه، لم يتخلَ أبو عبيدة عن دعوته، بل زاد نشاطه، وكتب مقالات كثيرة ونشرها سراً، منها "علل سقوط الخلافة العثمانية".
بعد خروجه من السجن، واصل أبو عبيدة نشاطه الدعوي، وألقى المحاضرات والخطب في المساجد والجامعات والمؤتمرات، كما كتب العديد من الكتب والمقالات.
كان أبو عبيدة شخصية مؤثرة في الدعوة الإسلامية المعاصرة، بل كان من أبرز قادة حزب التحرير، وعرف بمواقفه الجريئة وصراحته، ودافع عن الإسلام وعن قضية الأمة الإسلامية.
لقد ترك أبو عبيدة إرثًا كبيرًا من العلم والعمل، وسيرة عطرة يقتدى بها، رحمه الله تعالى وأسكنه الجنة.