إني لأحب أتلتيك بلباو، فهذا النادي العريق يمثل رمزاً للتحدي والروح الرياضية. أتابع مبارياته بشغف منذ الطفولة، وأعشق إستراتيجيته الفريدة التي تهدف إلى الدفع بالمواهب المحلية فقط. إنه نادٍ مميز بكل ما في الكلمة من معنى، ينبض بتاريخ عريق ويدافع عن تراثه الباسكي بكل فخر.
تأسس أتلتيك بلباو عام 1898 كنادٍ متواضع في مدينة بلباو الإسبانية. ولم يكن أحد يتخيل حينها أنها ستصبح يوماً ما أحد أقوى الأندية في إسبانيا وأوروبا. وسرعان ما أصبحت بطولة كأس الملك معقل أتلتيك، حيث فاز بها 23 مرة، أي أكثر من أي نادٍ آخر.
أما ما يجعل أتلتيك بلباو مميزاً حقاً فهو سياسته الصارمة في الدفع بالمواهب المحلية فقط. لا يمكن لأي لاعب أن يرتدي قميص بلباو إلا إذا كان قد ولد في إقليم الباسك أو إذا لعب في أحد أندية الشباب في المنطقة. وقد أثار هذا القرار بعض الجدل، لكنه أيضاً كان عاملاً رئيسياً في نجاح النادي.
يلعب أتلتيك بلباو مبارياته على أرضه في ملعب سان ماميس الشهير، الذي يخلق جواً محموماً لا يُنسى. تشتهر جماهير سان ماميس بشغفها وحماسها، مما يجعل المباريات في هذا الملعب تجربة لا تُنسى.
لا تكتمل زيارة سان ماميس دون الاستماع إلى أنشودة "أتلتيك، أتلتيك" التي تغنيها الجماهير بحماس لا يصدق. هذه الأغنية هي بمثابة ترنيمة تمد اللاعبين بالطاقة وتخيف الخصوم.
على الرغم من البطولات العديدة التي حققها على مر السنين، إلا أن كأس الملك لا يزال البطولة الأهم بالنسبة إلى أتلتيك بلباو. ويحظى النادي برقم قياسي مذهل في هذه المسابقة، حيث فاز بها 23 مرة. وكان آخر انتصار للنادي في عام 2021، وهي لحظة سحرية للجماهير واللاعبين على حد سواء.
يُعرف أتلتيك بلباو أيضاً بصلابته الدفاعية التي لا هوادة فيها. فقد تلقى عددًا قليلًا من الأهداف في الدوري الإسباني مما جعله أحد أكثر الفرق صعوبة في الاختراق في أوروبا. هذه القلعة الدفاعية بقيادة القائد المخضرم إينياكي ويليامز هي التي ساعدت النادي على حصد الجوائز وتحقيق النجاح.
أتلتيك بلباو ليس مجرد نادٍ، بل هو جزء من نسيج المجتمع الباسكي. إنه رمز للفخر والهوية ومرسى للتقاليد. بصموده وتحديه وروحه الرياضية التي لا مثيل لها، لا يزال أتلتيك بلباو يلهم الملايين في جميع أنحاء العالم. إنهم قلعة لا تقهر، وراحتهم هي راحة كل باسكي فخور.