حينما تطأ قدماك منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة تحرير الشام، تستشعر على الفور أنك دخلت عالمًا مختلفًا، عالمًا يحكمه رجل واحد هو أحمد الشرع، الذي يعرف باسمه الحربي "أبو محمد الجولاني".
في غضون سنوات قليلة، تمكن الجولاني من تأسيس واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في سوريا، وهيئة تحرير الشام، التي تضم مجموعة واسعة من الفصائل المتمردة، من الإسلاميين المعتدلين إلى الجهاديين المتطرفين.
ولد الجولاني في مدينة الرياض السعودية لأب فلسطيني وأم سعودية، وانتقل إلى سوريا في سن مبكرة. درس الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق، وشارك في الاحتجاجات ضد نظام الأسد في عام 2011.
عندما اندلعت الحرب الأهلية السورية، انضم الجولاني إلى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وسرعان ما أصبح أحد قادتها البارزين. في عام 2016، انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وأسست تحرير الشام.
تحت قيادة الجولاني، نمت تحرير الشام وسيطرت على مساحات شاسعة من محافظة إدلب وشنت هجمات ضد قوات النظام وحلفائها. كما فرضت الجماعة أيضًا حكمها الخاص في المناطق التي تسيطر عليها، ونفذت شريعة إسلامية صارمة.
ويُنظر للجولاني على نطاق واسع على أنه شخصية ذكية وماكرة، وقادر على إدارة التحالفات المتنوعة داخل تحرير الشام. كما أنه يتمتع بدعم شعبي كبير بين السكان المدنيين في إدلب، الذين يرون فيه حاميًا لهم من وحشية نظام الأسد.
لكن الجولاني ليس بدون منتقدين. يتهمه البعض بالقسوة والتطرف، وقد أدرجته الولايات المتحدة كإرهابي. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنه أصبح قوة رئيسية في الصراع السوري، ويبدو أنه سيظل كذلك لفترة طويلة قادمة.