أحمد رفعت
لا يعرف الكثير من الشباب والجيل الحالي معنى هذا الاسم، لكنه يعتبر أحد أهم رواد أدب الرعب في الوطن العربي، بل وأحد أهم كتاب الخيال في العالم، وقد وصفه الكثيرون بالستيفين كينج العربي، إلا أنه لم ينل حظه من الشهرة التي نالها الملك.
لو دخلت إلى أي معرض للكتاب في الوطن العربي، ستجد من بين الكتب المعروضة بالطبع الكثير من كتب الرعب، منها ما هو جيّد ومُخيف حقًا، ومنها ما هو مُضحك للغاية ولا يصلح لأن يكون كتاب رعب، إلا أنك ستلاحظ أمرًا غريبًا ومُلفتًا، وهو أن أغلب تلك الكتب التي تحمل اسم الرعب مكتوب عليها اسم كاتبها "أحمد خالد توفيق" أو كما يُعرف اختصارًا بـ "أكت".
إذًا، أين اختفى أحمد رفعت؟ ولماذا لم ينل شهرة كبيرة مثل شهرة أحمد خالد توفيق، بالرغم من أنه كان سبّاقًا، ليس فقط في الوطن العربي، بل في العالم، في تقديم نوعية مختلفة من أدب الرعب، والتي مزج فيها ما بين الأدب والصحافة، وما بين الأدب والسيناريو السينمائي، في قالب سردي سريع لا يشبه أعمال الرعب التي ألفناها على الإطلاق؟
مسيرة حياة أحمد رفعت
وُلد أحمد رفعت في عام 1945، في القاهرة، وكان والده ناظر مدرسة لغات، بينما كانت والدته تعمل في وظيفة حكومية، وكان لأبويه تأثير واضح في تشكيل شخصيته، حيث كان والده محبًا للأدب والقراءة، وعمل في سنواته الأخيرة كصحفي، كما كانت والدته محبة للفنون الجميلة، ولم تكن تميل للكتابة.
التحق رفعت بكلية الآداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة، وكان يمارس الكتابة في الصحف الجامعية، وفي جريدة الجمهورية، إلى أن تخرج وعمل كصحفي محترف في صحيفة المساء، واستمر في الكتابة حتى توفى في عام 2008، ومن أشهر سلاسله الشهيرة:
أعماله الأدبية
ألف أحمد رفعت العديد من الكتب والروايات، والتي تنوعت ما بين أدب الرعب والغموض، والسيناريو السينمائي، ومن أشهر أعماله:
حكايات أحمد رفعت الطريفة
بالرغم من طبيعة أعماله التي تبعث على الرعب والغموض، إلا أن أحمد رفعت كان يتمتع بروح مرحة، وكان يحب المزاح كثيرًا، وهناك العديد من الحكايات الطريفة التي رواها عنه أصدقائه وزملاؤه، ومن أشهر تلك الحكايات:
* ذات مرة، كان أحمد رفعت يركب مع أصدقائه في سيارة، وكان يجلس في المقعد الخلفي، وفجأة فتح نافذة السيارة وأخرج رأسه منها، وأخذ ينادي على الناس في الشارع بصوته العالي المميز: "أنا أحمد رفعت! أنا كاتب الرعب!"
* في مرة أخرى، كان أحمد رفعت يسير في أحد شوارع وسط البلد، وكان يرتدي معطفًا طويلاً غريبًا، وكان يحمل في يده عصا غليظة، وفجأة مر من أمامه طفل صغير، فحمل العصا عالية في الهواء وأخذ يلوح بها للطفل، وهو يقول له بصوته المخيف: "بوو!" ف吓得 الطفل وصرخ وأخذ يركض.
ال
يعتبر أحمد رفعت أحد أهم رواد أدب الرعب في الوطن العربي، والذي تميز بأسلوبه السردي السريع، ومزجه بين الأدب والصحافة والسيناريو، إلا أنه لم ينل الشهرة التي نالها غيره من كتاب الرعب، ربما لأنه كان كاتبًا سابقًا لعصره، أو ربما لأنه لم يهتم كثيرًا بالترويج لأعماله، إلا أن أعماله ستظل خالدة في أذهان محبي أدب الرعب والأدب بشكل عام.