أحمد فرحات.. الرجل الذي أضحك الناس بالبلاغة!




كتب - خالد محمد
"إذا كنت تريد أن تضحك الناس، فقل الحقيقة". هذه العبارة التي قالها الكاتب المسرحي جورج برنارد شو، تجسد بشكل كبير مسيرة الكاتب الساخر أحمد فرحات، الذي أضحك الناس بالكلام البليغ، والقصص الطريفة، ولم يسلم من لسانه الساخر أحد، إلا أنه كان يفعل ذلك كله بطريقة راقية، جعلته واحداً من عمالقة الساخرين.
نشأته وبداياته
ولد أحمد فرحات في 25 أكتوبر عام 1926 في حي شبرا بالقاهرة، كان شغوفاً بالقراءة منذ صغره، وقرأ الكثير من الكتب في مجالات مختلفة، وكان لديه موهبة في الكتابة ظهرت منذ سنوات دراسته، وكان يكتب مقالات قصيرة ينشرها في مجلة المدرسة.
وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق فرحات بكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1946، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1949.
بداياته في الكتابة
بدأ فرحات مسيرته في الكتابة من خلال كتابة المقالات القصيرة في الصحف والمجلات، ثم بدأ في كتابة القصص القصيرة والمسرحيات التي نالت استحسان النقاد والجمهور.
أسلوبه الساخر
اشتهر فرحات بأسلوبه الساخر، الذي كان يمزج فيه بين الفكاهة والذكاء، وكان يهاجم فيه الظواهر السلبية في المجتمع بطريقة ساخرة لاذعة، وكان يحاول من خلال ذلك أن يغير من هذه الظواهر.
ولم يسلم أحد من سخرية فرحات، وكان يسخر من جميع الفئات الاجتماعية، من الفقراء إلى الأغنياء، ومن الجهلاء إلى المتعلمين، ولم يرحم حتى نفسه، وكان يسخر منها في كثير من كتاباته.
رؤيته للأدب الساخر
كان فرحات يؤمن بأن الأدب الساخر هو أحد أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لتغيير المجتمع، وكان يرى أن السخرية يمكن أن تكون بمثابة سلاح فعال ضد الظلم والقمع والجهل.
وقال فرحات في إحدى مقالاته: "السخرية هي السلاح الوحيد الذي يمكن أن يواجه به الإنسان الظلم والفساد، فهي سلاح قوي لا يحتاج إلى قوة بدنية أو سلطة، ويمكن لأي شخص أن يستخدمه، ويجب أن يستخدمه كل شخص".
أعماله الأدبية
ألف فرحات العديد من الأعمال الأدبية، منها:
* المسرحيات: كتب فرحات العديد من المسرحيات منها "سيدتي الجميلة" و"مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت".
* القصص القصيرة: ألف فرحات العديد من المجموعات القصصية منها "حكايات مصرية" و"حكايات عالمية" و"حكايات زمان".
* المقالات: نشر فرحات العديد من المقالات في الصحف والمجلات، جمع بعضها في كتاب "أحمد فرحات.. مقالات".
جوائزه وتكريمه
حصل فرحات على العديد من الجوائز والتكريمات منها:
* جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1962.
* جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1995.
* وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 2002.
وفاته
توفي فرحات في 21 ديسمبر عام 2011 عن عمر ناهز 85 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من الأعمال الأدبية الساخرة التي ستظل خالدة في تاريخ الأدب العربي.