في عالم مزدحم بالأحداث، يمكن أن تمر وفاة فنان موهوب دون أن يلاحظها أحد، لكن رحيل أحمد قاعود، فنان الكاريكاتير المصري الذي توفي مؤخرًا، ترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبي فنه.
وُلد أحمد قاعود عام 1986، ونشأ في مدينة بني سلامة بمحافظة الشرقية. منذ صغره، أظهر شغفًا بالرسم، وكان يمضي ساعات في رسم الشخصيات الكرتونية والكاريكاتير في دفاتره.
بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، التحق أحمد بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة، حيث درس الرسم والتصميم. خلال تلك الفترة، بدأ في تطوير أسلوبه الفريد في رسم الكاريكاتير، والذي اشتهر بسخريته اللاذعة ونقده الاجتماعي.
بعد تخرجه، عمل أحمد في العديد من الصحف والمجلات المصرية، بما في ذلك جريدة "اليوم السابع" و"المصري اليوم". ونُشرت رسومه الكاريكاتورية أيضًا في العديد من المواقع الإلكترونية والمنصات الاجتماعية.
حظي أحمد قاعود بتقدير واسع لإبداعه وقدرته على معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة بطريقة ذكية ومرحة. فاز بالعديد من الجوائز عن أعماله، بما في ذلك جائزة "الصحافة العربية" وجائزة "المهرجان الدولي للكاريكاتير".
إلى جانب موهبته الفنية، كان أحمد قاعود معروفًا أيضًا بحسن خلقه وتواضعه. كان دائمًا مستعدًا لتقديم يد العون للآخرين، وكان يحظى بحب واحترام زملائه الفنانين.
في عام 2016، تم تشخيص إصابة أحمد قاعود بمرض "التهاب العضلات المناعي"، وهو مرض نادر ومؤلم. خاض أحمد معركة شجاعة ضد المرض لأكثر من خمس سنوات، لكنه توفي في النهاية في 13 أكتوبر 2021، عن عمر يناهز 35 عامًا.
وُوري جثمان أحمد قاعود الثرى في مسقط رأسه في بني سلامة، وتوافد الآلاف من محبيه وحاملي نعشه لتوديعه في جنازة مهيبة.
رحل أحمد قاعود، لكن ذكراه ستبقى حية من خلال أعماله الفنية التي لا تزال تثير الضحك والتفكير. كان فنانًا موهوبًا حقًا، ورجلًا طيب القلب، وستفتقده الساحة الفنية والثقافية المصرية كثيرًا.