أسامة الأزهري




منذ صغري، كنت أهوى شيئين اثنين: العلم والدين. أحببت القراءة والاطلاع على كل ما يقع تحت يدي من كتب ومراجع. وفي الوقت نفسه، وجدت نفسي منجذباً إلى جوهر الدين ومعانيه السامية. فقررت أن أجمع بين شغفي هذين وألتحق بالأزهر الشريف.

في الأزهر، انغمرت في بحر عميق من المعرفة. درست علوم الشريعة الإسلامية، والتفسير، والحديث، والتاريخ الإسلامي. كل يوم كان يضيف إلى معلوماتي ويزيد من شغفي بالعلم.

إلى جانب الدراسة، كنت أشارك باستمرار في المناظرات والندوات الفكرية. كان ذلك فرصة رائعة لتبادل الآراء مع الآخرين وتوسيع آفاقي. وسرعان ما اكتشفت أنني أتمتع بموهبة في توصيل الأفكار بطريقة واضحة ومقنعة.

بعد تخرجي من الأزهر، عملت كإمام وخطيب في العديد من المساجد. أحببت الوقوف على المنبر والتحدث عن قيم الإسلام ورسالته السمحة. إلا أنني شعرت أنني أستطيع تقديم المزيد من خلال التعليم والإعلام.

لهذا السبب، انضممت إلى قناة "سي بي سي" كضيف دائم في برنامج "الحكاية". كان هذا البرنامج منصة رائعة للتواصل مع الناس من جميع مناحي الحياة ومناقشة القضايا المهمة التي تواجه المجتمعات المسلمة والعربية.

أثناء عملي في "سي بي سي"، لاحظت وجود فجوة كبيرة بين بعض المفاهيم الدينية المنتشرة بين الناس وبين جوهر الدين الحقيقي. وهذا ما دفعني إلى تأسيس مبادرة "أسامة الأزهري" على مواقع التواصل الاجتماعي.

تهدف هذه المبادرة إلى تقديم الإسلام بشكل معاصر وواضح ومبسط. أستخدم مقاطع الفيديو والمنشورات القصيرة لشرح تعاليم الإسلام بطريقة سهلة ومحببة. كما أحرص على الرد على أسئلة المتابعين حول المسائل الدينية وتقديم المشورة والتوجيه.

لقد حققت هذه المبادرة نجاحًا كبيرًا، حيث وصل عدد المتابعين لها إلى ملايين الأشخاص حول العالم. وأنا ممتن للغاية لهذه الفرصة التي تتيح لي مشاركة معرفتي ومساعدة الآخرين على فهم دينهم بشكل أفضل.

أؤمن إيمانًا راسخًا بأن الإسلام دين سلام وتسامح ومحبة. إنه دين يدعو إلى العدل والإنصاف والتعايش السلمي بين جميع الناس. إنني ملتزم باستخدام منصتي لنشر هذه الرسالة وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.

أتمنى أن تستمر مبادرتي في النمو والتوسع حتى تصل إلى كل من يحتاج إلى فهم أفضل للإسلام. وأتطلع إلى مواصلة رحلتي في الدعوة إلى الحوار والتعايش والسلام.