بابتسامته التي لا تفارقه، وصوته الهادئ الذي يبعث على الطمأنينة، وبساطته التي تتيح لأي شخص أن يقترب منه، استطاع أسامة الأزهري أن يفرض نفسه بصفته أحد أشهر رجال الدين في مصر والعالم العربي، بل وعلى مستوى العالم.
ولد أسامة الأزهري في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1967، ونشأ في أسرة متدينة محافظة. ودرس في جامعة الأزهر، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية. وشغل العديد من المناصب المهمة، منها الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر.
اشتهر الأزهري بآرائه المنفتحة والوسطية، التي تدعو إلى التسامح والتقارب بين الأديان. وقد أصدر العديد من الكتب والمقالات التي تناقش قضايا دينية وفلسفية مهمة، مثل كتاب "دين الله.. المفهوم والعقيدة" و"فهم الإسلام.. قراءة جديدة".
يؤمن الأزهري أن الأديان جميعها لغة واحدة، وأنها تؤدي إلى إله واحد. وهو يرى أن الاختلاف بين الأديان هو اختلاف في الشكل وليس في الجوهر.
"الأديان ليست متناقضة، بل هي متكاملة. وكل دين يكمل الآخر. فالإسلام يكمل المسيحية، والمسيحية تكمل اليهودية، واليهودية تكمل الإسلام. وكلها تؤدي إلى إله واحد."
ويدعو الأزهري إلى التسامح والتقارب بين الأديان. وهو يرى أن الحوار بين الأديان هو السبيل الوحيد لحل الصراعات الدينية التي تعصف بالعالم.
"التسامح ليس مجرد فضيلة، بل هو ضرورة. وهو السبيل الوحيد لحل الصراعات الدينية التي تعصف بالعالم."
لاقى الأزهري اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام العالمية، حيث أجرى العديد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية مع كبرى الصحف والمجلات العالمية، مثل صحيفة "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".
وقد أثارت آراء الأزهري جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والسياسية. ففي حين رحب به الكثيرون باعتباره مجددًا للفكر الديني، اتهمه البعض بالخروج عن الإسلام.
ولكن الأزهري لا يلتفت إلى الانتقادات، ويواصل الدعوة إلى التسامح والتقارب بين الأديان. وهو يرى أن مهمته هي نشر رسالة الإسلام السمحة، وهي رسالة الرحمة والتعايش.
"أنا لا أدعو إلى إلغاء الأديان، بل أدعو إلى التسامح والتقارب بينها. فالأديان كلها لغة واحدة، تؤدي إلى إله واحد."
ويختتم الأزهري حديثه مؤكداً أن الطريق أمام المسلمين مازال طويلاً، وأنهم أمام مسئولية كبيرة تجاه الله تجاه نشر رسالة الإسلام السمحة وترسيخ قيم التسامح والعدل والرحمة.