تجتاح العاصمة السعودية الرياض أمطار غزيرة هذه الأيام، محولة شوارعها إلى أنهار متدفقة. فتحولت المدينة الصحراوية إلى جنة مائية، وأضاءتها السماء برق صاعق ورعد يزلزل الأرض.
إن رؤية الرياض تحت الأمطار تجربة مذهلة. فالمدينة التي لطالما عرفناها بصحرائها القاحلة ونخيلها الطويل أصبحت واحة خضراء، والجبال المحيطة بها ترتدي ثوبًا أخضر رائعًا. إن العشب الذي نما بين عشية وضحاها يلون الصحراء بالأمل، ويحمل معه رائحة منعشة ترابية.
وتتجلى عظمة الطبيعة في هذه اللحظات. فالأمطار الغزيرة تغسل وجه المدينة وتزيل الغبار الذي تراكم عليها طوال أشهر الحر والجفاف. وتتدفق المياه في الشوارع، محدثة أصواتًا موسيقية بينما تنعكس أضواء المدينة عليها، فتخلق لوحات فنية ساحرة.
إن أمطار الرياض ليست مجرد هطول مطري عادي، بل هي احتفال بالحياة. إنها فرصة لسكان المدينة لترك بيوتهم والنزول إلى الشوارع للاستمتاع بالمنظر والاسترخاء. ويشكل الأطفال مجموعات يلعبون في البرك الصغيرة، بينما يمشي البالغون بجانبهم بابتسامات واسعة على وجوههم.
وعلى الرغم من أن الأمطار قد تسبب بعض الانقطاعات في الكهرباء أو المرور، فإن سكان الرياض يرحبون بها بحماس. فهي هدية من السماء، تذكرنا بقوة الطبيعة وجمالها. إنها تبعث الأمل والتفاؤل في قلوب الناس، وتوحدهم في الاحتفال بهذا الحدث الرائع.
وإذا كنت في الرياض هذه الأيام، فإنني أدعوك بشدة إلى الخروج والاستمتاع بالأمطار. ارتدِ معطفك المقاوم للماء وانطلق إلى الشوارع. دع بقع المطر تنعش روحك وتغسل همومك. دع جمال المدينة تحت الأمطار يجعلك تعيد التفكير في عجائب الحياة. أمطار الرياض فرصة نادرة لنعيشها، دعونا لا نفوتها.
وحتى عندما تنتهي العاصفة وتهدأ الأمطار، ستبقى ذكرى هذه اللحظات محفورة في أذهاننا إلى الأبد. ستكون ذكرى الأيام التي تحولت فيها مدينة الرياض إلى جنة مائية، والأيام التي توحدت فيها تحت سماء حانية.