أنجم شودري: من وثائقي الخطيب المتشدد إلى محاضرة TED




لا شك أن أنجم شودري، ذلك الرجل المثير للجدل، كان محط الأنظار خلال السنوات الأخيرة. فهو الداعية الإسلامي السابق المعروف بآرائه المتطرفة، والذي حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف في عام 2016 بتهمة تحريض الناس على الكراهية. أما اليوم، وبعد إطلاق سراحه من السجن، فقد ظهر في محاضرة TED المثيرة للجدل والتي أثارت غضب العديد من الأشخاص.

وُلد شودري في باكستان في عام 1964 وترعرع في المملكة المتحدة. درس الحقوق في جامعة لندن وعمل في البداية محامياً. في أواخر التسعينيات، أصبح متورطاً في الحركة الإسلامية المتطرفة. في عام 2006، أسس جماعة "المهاجرون"، وهي منظمة محظورة الآن، والتي كانت تدعو لإقامة دولة إسلامية.

اشتهر شودري بخطاباته النارية ومقاطع الفيديو الخاصة به على الإنترنت، والتي غالباً ما كانت تحرض على الكراهية والعنف. كان قد اعتقل عدة مرات بتهم مختلفة، وحُظر في النهاية من المملكة المتحدة في عام 2010. عاد إلى المملكة المتحدة في عام 2012، وتم القبض عليه مجدداً في عام 2014 وحكم عليه بالسجن.

أُطلق سراح شودري من السجن في عام 2021، ومنذ ذلك الحين حظي باهتمام إعلامي كبير. وقد ظهر في عدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وألقى محاضرة TED المثيرة للجدل، والتي نوقشت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

في محاضرة TED، تحدث شودري عن تجاربه في السجن، وتوبةه عن آرائه المتطرفة، والتزامه بنشر رسالة السلام والتسامح. ومع ذلك، جادل البعض بأن شودري لم يتغير حقاً، وأن محاضرته كانت مجرد محاولة لإعادة تأهيل صورته في نظر الرأي العام.

لا شك في أن أنجم شودري شخصية مثيرة للجدل. ومن الواضح أن آراءه المتطرفة قد لحقت الكثير من الضرر، ومن الضروري فهم سبب انجرافه نحو هذه الآراء. ومع ذلك، فإن قصة شودري هي أيضاً قصة الأمل والتحول. فبعد أن قضى عقوبة بالسجن، بدأ يشكك في آرائه السابقة، وهو الآن ملتزم بنشر رسالة مختلفة.

يبقى أن نرى ما إذا كان شودري تغير حقاً، لكن من الواضح أنه أصبح شخصية أكثر اعتدالاً مما كان عليه في الماضي. ومن المهم أن نواصل مراقبة تصرفاته وكلماته، والتأكد من أنه لا يستخدم منصته لنشر خطاب الكراهية والعنف.