أنفيلد.. التاريخ العريق لقلعة يورجن كلوب




تحت وطأة تاريخ عريق يمتد لأكثر من قرن من الزمان، وتحت أعين الآلاف من الجماهير الوفية، يقف ملعب أنفيلد شامخًا كقلعة حصينة، صامدةً في وجه العواصف والزلازل، وراويةً لحكايات ملحمية وأمجاد لا تُنسى. فمنذ تأسيسه في عام 1884، شهد هذا الملعب الأسطوري تطورًا هائلاً، وتحولات جذرية، ليتحول إلى أحد أشهر الملاعب في العالم، ورمزًا فريدًا لكرة القدم الإنجليزية.

البدايات المتواضعة

بدأ تاريخ ملعب أنفيلد في حي آنفيلد بمدينة ليفربول الإنجليزية، حيث كان في البداية حقلًا للرعي، وأرضًا لممارسة رياضة الكريكيت.
ولكن في عام 1884، استأجر نادي إيفرتون الملعب لإقامة مبارياته عليه، إلى أن انتقل إلى ملعب جوديسون بارك في عام 1892.
ولأنه بات خاليًا، اشترى نادي ليفربول الملعب مقابل 4000 جنيه إسترليني، ليبدأ بذلك تاريخًا ممزوجًا بالانتصارات والهزائم، والأفراح والدموع.

تطورات وتوسعات

على مر السنين، خضع ملعب أنفيلد لسلسلة من التجديدات والتوسعات، من أجل تلبية متطلبات الجماهير المتزايدة، وتحسين مرافق الملعب.
في عام 1906، أُضيف مبنى رئيسي جديد إلى الملعب، في حين أُضيف ملعب سبيتال إند في عام 1915.
وشهد عام 1928 ظهور حامل السقف في الجناح الرئيسي، وهو أحد العلامات المميزة لملعب أنفيلد حتى يومنا هذا.
وفي عام 1957، أُضيف برج "شاكلي"، وهو برج ذو الأربع طوابق، على اسم المدرب الأسطوري بيل شانكلي، والذي كان له الفضل في تحقيق العديد من الإنجازات مع ليفربول.
وفي عامي 1973 و1992، خضع الملعب لمزيد من التوسعات، ليرتفع عدد مقاعده إلى ما يقرب من 54000 مقعد.

الأساطير والذكريات

خلال العقود الماضية، شهد ملعب أنفيلد بعضًا من أعظم اللحظات في تاريخ كرة القدم.
فقد كان مسرحًا لفوز ليفربول بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية، بما في ذلك 19 لقبًا في الدوري الإنجليزي، و6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
كما احتضن الملعب عددًا من المباريات الكلاسيكية، بما في ذلك مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1989 بين ليفربول وإيفرتون، والتي انتهت بفوز ليفربول 3-2 في الوقت الإضافي.
وشهد الملعب أيضًا العديد من اللحظات العاطفية، مثل دقيقة الصمت التي أقيمت بعد كارثة هيلزبره في عام 1989، والتي راح ضحيتها 96 مشجعًا من ليفربول.

يورجن كلوب.. حقبة جديدة

في عام 2015، تولى يورجن كلوب إدارة نادي ليفربول، ومنذ ذلك الحين، شهد الملعب حقبة جديدة من النجاح.
فقد قاد كلوب ليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2019، والدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020، وكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2022.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الفريق في بعض الأحيان، إلا أن الجماهير ظلت وفيةً للغاية للملعب ولفريقها، مما خلق أجواء رائعة في كل مباراة تقام على أرضه.

أكثر من مجرد ملعب

ملعب أنفيلد ليس مجرد ملعب، بل إنه رمز لمدينة ليفربول، وهوية لشعبها.
إنه المكان الذي يجتمع فيه الناس من جميع مناحي الحياة للتشجيع معًا، والمشاركة في لحظات لا تُنسى.
إنه المكان الذي تتحول فيه الأحلام إلى حقيقة، وحيث تُصنع الذكريات التي ستستمر مدى الحياة.
أنفيلد هو أكثر من مجرد ملعب، إنه قلعة يورجن كلوب، وكنيسة كرة القدم، ومعبد الجماهير الوفية.