في عالم الشعر النثري الحديث، برز اسم الشاعر "أنْهُ" كوهج ساطع لا يخفت بريقه، بقصائده التي تمس أوتار القلوب وتبعث فيها شتى المشاعر والأحاسيس. وفي قصيدته الخالدة "أنْهُ"، استطاع الشاعر أن يمزج بين عمق الفكر ورقة العاطفة، ما جعلها تحفر مكانًا عميقًا في ذاكرة قرائه.
يبدأ الشاعر قصيدته بجملة قصيرة وعميقة: "أنْهُ موجودٌ ولا أحد يراه". بهذه الكلمات البسيطة، يسحبنا الشاعر إلى عالمه الساحر، عالم الخفي والمُتغاضى عنه. ويمضي السرد متدفقًا كنهر هادئ، يمر بنا على تيار أفكار الشاعر ومشاعره.
ضمن ثنايا القصيدة، لا يكتفي الشاعر بصياغة الأفكار المجردة، بل ينسج شخصيات تتحرك وتتفاعل أمام أعيننا. تبرز هذه الشخصيات في مقاطع مثل:
ما يميز قصيدة "أنْهُ" هو لغتها الشعرية المبتكرة التي تتحدى الأعراف والقواعد النمطية. يستخدم الشاعر استعارات غير مألوفة وصورًا بصرية جريئة لخلق عالم شعري فريد من نوعه. على سبيل المثال:
إضافة إلى جماليتها الفنية، تحمل قصيدة "أنْهُ" رسالة عميقة تدعو إلى مراجعة الذات. من خلال فكره البصير، يكشف الشاعر عن المناطق المظلمة في أنفسنا التي غالبًا ما نتجاهلها أو نغفلها. يقول:
"أنْهُ موجودٌ في أعماقنا، حيث تخشى الأرواح أن تنظر."
في نهاية القصيدة، ينقلنا الشاعر إلى مستوى جديد من الفهم والتواصل. يكتب:
"أنْهُ موجودٌ في كل واحد منا، وعلينا أن ندركه وأن نحتضنه."
من خلال هذه الكلمات، يبعث الشاعر برسالة أمل، داعياً إلى الوحدة والتفاهم بين البشر.
بعد قراءة قصيدة "أنْهُ"، ستظل كلماتها تتردد في أذهان قرائها لفترة طويلة. ستبقى شخصياتها تتجول في أرواحهم، وستبقى رسالتها العميقة تذكرهم بأهمية النظر إلى الداخل والبحث عن الحقيقة التي تكمن وراء الحجاب.
إن "أنْهُ" قصيدة نثرية نادرة، عمل فني أدبي استطاع أن يجمع بين جمال الشكل وعمق المضمون. ستظل هذه القصيدة تحفظ مكانها الرفيع في تاريخ الشعر العربي الحديث، وتستمر في إلهام الأجيال القادمة.