في تلك الأمسية الربيعية الدافئة على ملعب "كامب نو"، وقف "أندريس إنييستا" على أرضية الملعب، وهو يمسح دموع الفرح التي انهمرت على وجنتيه، بعد أن أعلن حكم المباراة النهاية وأدى فريقه "برشلونة" آخر أنفاسه في موسم تاريخي حافل بالإنجازات.
الولد الذهبيولد "إنييستا" في بلدة فوينتيالبيا الإسبانية عام 1984، وأظهر موهبة فائقة في كرة القدم منذ صغره، مما دفع نادي "برشلونة" لضمه إلى أكاديميته الشهيرة "لا ماسيا" عندما كان في الثانية عشرة من عمره.
صانع الألعاب الساحرسرعان ما برز "إنييستا" كصانع ألعاب موهوب، يتمتع بمهارات فردية استثنائية ورؤية ثاقبة في الملعب. أصبح العمود الفقري لخط وسط "برشلونة" إلى جانب "تشافي هيرنانديز" و"سيرجيو بوسكيتس"، وشكل الثلاثي معًا قلب أحد أعظم فرق كرة القدم في التاريخ.
اللحظات الخالدةترك "إنييستا" بصمة لا تُنسى على تاريخ كرة القدم بحركاته السحرية وتمريراته الدقيقة. لكن أعظم لحظاته جاءت في نهائي كأس العالم 2010، عندما سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي ضد هولندا، ليقود إسبانيا إلى أول لقب لها على الإطلاق في كأس العالم.
الوداع المؤثربعد 22 عامًا قضاها في برشلونة، حان الوقت لـ"إنييستا" أن يودع ملعب "كامب نو". في تلك الليلة العاطفية، وقف المشجعون وهم يهتفون باسمه، وأمسك "إنييستا" بالكأس وهو يبكي، مدركًا أن رحلته مع النادي قد انتهت.
قد لا يكون "إنييستا" أفضل لاعب كرة قدم مر على الإطلاق، لكنه كان بلا شك أحد أكثر اللاعبين تميزًا الذين أنعموا على هذه الرياضة بموهبتهم. لقد جلب الفرح لملايين المشجعين حول العالم، وسوف يتذكره تاريخ كرة القدم دائمًا كواحد من أعظم صانعي الألعاب الذين عرفتهم هذه اللعبة.
أقوال شهيرة عن "إنييستا"سيظل إرث "إنييستا" في كرة القدم خالداً. لقد ألهم أجيالاً من اللاعبين الشباب وأظهر للعالم أن كرة القدم يمكن أن تكون أكثر من مجرد لعبة، بل يمكن أن تكون شكلًا من أشكال الفن.
وعلى الرغم من أن "إنييستا" قد ترك "برشلونة"، إلا أن إرثه سيكون موجودًا إلى الأبد في قلوب وعقول المشجعين الذين شهدوا سحره على أرض الملعب. سيظل يُذكر دائمًا كأحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وأن يضرب اسمه على جدار ملعب "كامب نو" شهادة على المكانة الخاصة التي يحظى بها في تاريخ النادي.