إن رحلة الاستنارة والمساءلة التي خاضها المفكر الإسلامي إسلام البحيري هي بمثابة قصة إلهام وتحدٍ. فقد بدأ رحلته باعتباره واعظًا سلفيًا متحمسًا، لكنه بدأ يتساءل في النهاية عن بعض التعاليم التي تعلمها.
عندما كان البحيري واعظًا، كان غالبًا ما يكرر نفس العبارات "الحق مع الله وحده"، و"عندما يأتي الله، فلن يكون هناك مكان للرأي الشخصي". لكن مع مرور الوقت، بدأ يشك في صحة هذه العبارات.
التجربة الشخصية:يروي البحيري كيف أنه ذات يوم، بينما كان يقرأ الآية القرآنية التي تقول "لا إكراه في الدين"، أدرك أن هناك تناقضًا بينها وبين بعض التعاليم التي كان يروج لها. كما بدأ أيضًا في التساؤل عن سبب وجود مذاهب مختلفة في الإسلام، إذا كان الحق مع الله وحده.
لحظات فاصلة:كانت إحدى اللحظات الفاصلة في رحلة البحيري عندما قرأ كتاب "علم الكلام الجديد" للمفكر الإسلامي حسن حنفي. وقد فتح هذا الكتاب عينيه على عالم جديد من التفكير النقدي والاجتهاد. ومن خلال قراءات أخرى، بدأ البحيري في إعادة تفسير النصوص الدينية بعقلانية.
كما لعبت تجربة البحيري الشخصية مع مرض السرطان دورًا رئيسيًا في إعادة نظرته. فقد أصيب بسرطان الدم وهو في سن 27، وكان على وشك الموت. لكن من خلال هذه التجربة، اكتشف قوة الأمل والتسامح.
العواقب:لم يكن طريق البحيري خاليًا من التحديات. فقد واجه انتقادات شديدة من بعض السلفيين، الذين اتهموه بالكفر والزندقة. ومع ذلك، فقد واصل البحيري التحدث عن أفكاره، مستشهدًا بالقرآن الكريم كدليل على صحة آرائه.
دروس مستفادة:تقدم رحلة إسلام البحيري دروسًا قيمة حول أهمية الاستنارة والمساءلة. فقد تعلم أن الحق لا يقتصر على شخص أو تيار واحد، وأن الاجتهاد هو واجب على كل مسلم. كما أدرك أيضًا أهمية الحوار والتعاون بين مختلف الفكر والاتجاهات.
ختامًا:تعتبر رحلة إسلام البحيري شهادة على قوة الفكر المستقل. فقد حفزت رحلته الكثيرين على إعادة النظر في معتقداتهم وتحدي الأفكار المسبقة. ومن خلال دعوته المستمرة للحوار والتفكير النقدي، يواصل البحيري إحداث تأثير إيجابي في العالم الإسلامي.