إلى المهووسين الذين اتخذوا الحسد حرفة




أسمع عبارات كثيرة وملق عادة مثلاً: "ما شاء الله تبارك الله، خيراً إن شاء الله، ماشاء الله عليك حلوة، ماشاء الله، ربنا يحفظلك الخلفة" ولكن هل هذه عبارات حقيقية تخرج من القلب أم مجرد زيف ونفاق

الإنسان بطبعه لا يحب أن يرى أحداً يتفوق عليه في أي شئ، فمن العادي أن يحسد بعض الناس بعضهم البعض، ولكن هذا الحسد الظاهر على الأقل يحميك من شر نفسك ومن حقدها، فإذا صارحك أحدهم بحسده لك، فاحذر منه ولا تشاركه تفاصيل يومك أو أهدافك.


أما الحسد المصيبة فهو الحسد المستتر، الحسد الذي يقبع داخل الإنسان وينتظره بفارغ الصبر حتى يصاب صاحب النعمة بأذي، وهنا يجب أن تعلم بأن الحسد لا يصيب إلا من كان صاحب نعمة، فإذا رأيت شخصاً يهاجم شخصاً آخر بدون سبب، فاعلم أن لديه عقدة نقص، وأنه يشعر بالغيرة تجاه ذلك الشخص، وهذا الهجوم هو تنفيس وطريقة لإخراج شحنة الغيرة والحسد.

أيضاً تجد هذا الحسد واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما تجد هذا الشخص ينشر تعليقات سلبية أو يحاول النيل من الشخص صاحب النعمة، فتراه يستهزأ بنعمته أو يضخم الأمور ويقلل من قيمة هذه النعمة.


إن الحل مع هؤلاء الأشخص هو الابتعاد عنهم وإبراز نعمة الله عليك والثقة بالنفس وعدم إعطاء أي أهمية لمثل هؤلاء الأشخاص، فالنعمة من عند الله وهذا الشخص لا يملك إلا أن ينظر ويتحسر.

أخيراً تذكر جيداً أن الحاسد هو إنسان ضعيف محبط لا يستطيع أن يصل إلى ما وصلت إليه، وأنه يحاول جاهداً أن ينال منك ويؤذيك ولكنك أقوى والأفضل، وما عليك إلا الابتعاد عنه قدر الإمكان وعدم إعطائه أي مجال للتدخل في حياتك، فالحاسد إنسان مريض ويجب ألا يكون قريباً منك.