إلياس أخوماش... مسيرةُ إبداعٍ لا تتوقف




في عالمٍ ملئ بالأصوات الهامدة، برز اسم إلياس أخوماش، شاب مبدع موهوب، كصوتٍ مميز استطاع أن يصنع بصمةً واضحة في عالم الكتابة والأدب. إلياس، ابن مدينة الدار البيضاء، عاش طفولةً واعيةً امتدت فيها خيالاته لأبعد الأحلام. كان مولعًا بالقراءة منذ نعومة أظافره، يمضي الساعات الطويلة غارقًا في عوالم الكتب، تارةً في عالم "السندباد" وأخرى في "ألف ليلة وليلة".
لم يكن إلياس مجرد قارئ عادي، بل كان قارئًا نهمًا يتأمل كل حرف يمر به بعين الناقد الحصيف. يقرأ الروايات والقصص القصيرة والمقالات والمسرحيات، ولا يترك مجالًا من مجالات الأدب إلا ويقتحمه. وكما يقول هو: "كنت أقرأ وأنا طفل أشياء لا يقرأها الأطفال عادةً، فقد كنت أجد متعةً غريبةً في نصوص المسرحيات على الرغم من عدم فهمي لبعضها آنذاك!".
لم تقتصر موهبة إلياس على القراءة فحسب، بل امتدت لتشمل الكتابة. في سن مبكرة، بدأ في خربشة كلماته الأولى التي حملت في طياتها بذور موهبته الفذة. كان يكتب القصص والمسرحيات، ويشارك في المجلات والصحف المدرسية، ويحصد الجوائز الواحدة تلو الأخرى.
تابع إلياس شغفه بالكتابة في مرحلته الجامعية، حيث درس الأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الدار البيضاء. كانت السنوات الجامعية بمثابة حاضنة لموهبته، حيث تعرف على أساتذة كبار شجعوه على تطوير مهاراته الأدبية. شارك إلياس في مختلف المسابقات والفعاليات الأدبية، وحصل على العديد من التقديرات.
بعد تخرجه من الجامعة، فتح إلياس آفاقًا جديدةً لموهبته، حيث عمل في مجال الصحافة الثقافية لعدة سنوات، نشر خلالها مقالات ومقابلات ومراجعات نقدية في مختلف الصحف والمجلات العربية. ثم انتقل للعمل في مجال التدريس الجامعي، ليصبح أستاذًا للأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الدار البيضاء، حيث ما زال يواصل مسيرته الإبداعية حتى اليوم.

ملامح أعمال إلياس

تتميز أعمال إلياس أخوماش بأسلوبها السردي الشيق، والذي يعتمد على الجمع بين الواقعية والرمزية. كما تتناول أعماله مجموعة واسعة من الموضوعات الإنسانية، مثل الحب والحزن والخسارة والوحدة. وتتجلى موهبة إلياس في قدرته على استكشاف هذه الموضوعات بعمقٍ ونفاذية، مما يجعل أعماله ذات صدى عميق عند القراء.
إلى جانب أسلوبه السردي المتميز، يتميز إلياس أيضًا باستخدام اللغة العربية الفصحى بطريقة إبداعية. فهو يمتلك قدرة فائقة على توظيف اللغة للتعبير عن مشاعر وأفكار عميقة، مع الحفاظ على صفاء اللغة وقوتها.

أهم أعمال إلياس

أصدر إلياس أخوماش العديد من الأعمال الأدبية التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حدٍ سواء. من أشهر أعماله:
  • - رواية "غيمة ربيع"
  • - مجموعة القصص القصيرة "حكايات مدينة قارئة"
  • - مسرحية "ظلال الأيام"
حصل إلياس أخوماش على العديد من الجوائز والتقديرات الأدبية تقديرًا لموهبته وإبداعه. من أهم هذه الجوائز:
  • - جائزة المغرب للكتاب عن روايته "غيمة ربيع"
  • - جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات
  • - جائزة الشيخ زايد في مجال الآداب
يحظى إلياس أخوماش بمكانة مرموقة في الساحة الأدبية العربية، حيث يعتبر من أبرز كتاب جيله. فقد ساهم من خلال أعماله في إثراء الأدب العربي الحديث، وأصبح مصدر إلهام للعديد من الكتاب الشباب الطموحين. ويواصل إلياس مشواره الإبداعي بخطى ثابتة، تاركًا بصمةً لا تمحى في عالم الأدب.