إن إدراكك للعالم قد يكون خاطئًا تمامًا




أعلم أنه لا أحد يحب سماع هذا، لكنه صحيح. إدراكك للعالم لا يعدو كونه انعكاسًا لخبراتك وتوقعاتك، وليس انعكاسًا للواقع الموضوعي.

إليك بعض الأمثلة:
  • إذا كنت تعيش في حي آمن، فقد تعتقد أن العالم مكان آمن، بينما قد يدرك شخص يعيش في حي خطير أن العالم مكان خطير.
  • إذا كنت تعمل في وظيفة مرهقة، فقد تعتقد أن الحياة عمل شاق، بينما قد يرى شخص متقاعد أن الحياة رحلة ممتعة.
  • إذا كنت محاطًا بأشخاص سلبيين، فقد تعتقد أن الحياة صعبة، بينما قد يشعر شخص محاط بأشخاص إيجابيين بأن الحياة مليئة بالفرص.

إدراكك للعالم ليس سوى مرآة لتجاربك. وهذا يعني أنه إذا كنت تريد تغيير إدراكك للعالم، فعليك تغيير تجاربك.

إليك بعض النصائح:
  • اطلع على العالم: سافر إلى أماكن جديدة، والتقِ بأشخاص جدد، وجرب أشياء جديدة. سيساعدك ذلك على توسيع منظورك وتحدي افتراضاتك.
  • تحدّي نفسك: لا تخف من الخروج من منطقة راحتك وتجربة أشياء جديدة. ستساعدك هذه التجارب على النمو وتغيير نظرتك للعالم.
  • كن منفتحًا: انفتح على الأفكار الجديدة والوجهات النظر المختلفة. لا تكون سريعًا في الحكم وقم دائمًا بتفكيرك. سيساعدك هذا على فهم العالم بشكل أفضل.

ذكر أفلاطون في محاورته "جمهورية" ما يسمى "مغارة أفلاطون". في هذه القصة، يصور أفلاطون مجموعة من السجناء مكبلين بالأغلال داخل كهف، بحيث لا يمكنهم رؤية سوى جدار مغطى بظلال الأشياء التي تمر أمام مدخل الكهف. يعتقد السجناء أن الظلال هي العالم الحقيقي، لكن أفلاطون يقول إنهم مخطئون.

إدراكنا للعالم هو مثل ظلال أفلاطون. إنها ليست سوى انعكاس لخبراتنا وتوقعاتنا المحدودة. لكي نرى العالم كما هو حقًا، نحتاج إلى الخروج من الكهف وتحدي افتراضاتنا. وهذا ما يجعل إدراك العالم أكثر جمالًا.

تذكر، إدراكك للعالم هو ملكك وحدك. يمكنك اختيار أن ترى العالم كمكان ممتع وفرص، أو يمكنك اختيار أن تراه كمكان صعب ومخاطر. الاختيار لك.