تتأجج هذه الحرب السرية منذ عقود، مع اندلاع صراعات مرئية وغير مرئية في ساحات متعددة، من التدخلات العسكرية إلى العمليات السرية والهجمات السيبرانية. وكل من البلدين مصمم على الدفاع عن مصالحه وحماية أمنه، حتى لو كان ذلك على حساب الآخر.
يقع في صميم الصراع الإيراني الإسرائيلي التنافس على النفوذ الإقليمي. تسعى إيران إلى توسيع نفوذها عبر الشرق الأوسط، وتدعم الجماعات الشيعية في العراق ولبنان وسوريا. في المقابل، تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على تفوقها العسكري ومنع إيران من ترسيخ نفسها كقوة مهيمنة في المنطقة.
يُعد برنامج إيران النووي مصدر قلق كبير لإسرائيل. وتشتبه إسرائيل في أن إيران تسعى سراً إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما يمكن أن يغيّر ميزان القوى بشكل جذري في الشرق الأوسط. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون على أنهم لن يتسامحوا مع أي محاولة إيرانية لامتلاك أسلحة نووية.
شن كل من إيران وإسرائيل سلسلة من الهجمات السرية ضد بعضهما البعض على مر السنين. وتشمل هذه الهجمات عمليات اغتيال واغتيالات وعمليات تخريب وغيرها من الأعمال العدائية التي تظل غالبًا سرية.
تتجاوز الحرب الإيرانية الإسرائيلية الساحة العسكرية إلى عالم الحرب النفسية والدعاية. ويتهم كل بلد الآخر بزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم الإرهاب. ويستخدمان وسائل الإعلام والدعاية لنشر رواياتهما الخاصة وتشويه سمعة بعضهما البعض.
للصراع الإيراني الإسرائيلي آثار بعيدة المدى على الشرق الأوسط وخارجه. يمكن أن يؤدي تصعيد الحرب إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، مما يؤثر على التجارة العالمية وأسعار النفط والوضع السياسي الدولي. كما يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، مع عواقب كارثية محتملة.
في خضم هذه الحرب الخفية، يعيش المدنيون في كل من إيران وإسرائيل حياة في ظل الخوف وعدم اليقين. إنهم يخشون الهجمات المستقبلية ويتوقون إلى نهاية هذا الصراع الذي لا نهاية له.في حين أن الصراع الإيراني الإسرائيلي معقد وله أصول تاريخية عميقة، فمن الضروري أن نأمل في مستقبل سلمي. يجب على كلا البلدين إيجاد طريقة لإنهاء دوامة العنف التي طال أمدها والحوار بشأن خلافاتهما سلمياً. فقط من خلال التعاون يمكن لكلا البلدين تحقيق الأمن والازدهار لشعبيهما وللمنطقة بأسرها.