إيمان الحسيني: كيف دمرتني وسائل التواصل الاجتماعي ثم أنقذتني|




كانت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتي منذ أن كنت مراهقة. كنت أقضي ساعات في تصفح منشورات أصدقائي ومشاركة تحديثات حول حياتي. أحببت الشعور بالاتصال مع الآخرين، حتى وإن كان افتراضيًا.

لكن شيئًا فشيئًا، بدأ الأمر في التسبب لي في مشاعر القلق والاكتئاب. كنت أقارن نفسي باستمرار بالآخرين، وأشعر بأنني غير كافية أبداً. وجدت نفسي أيضًا أقضي وقتًا أقل في التفاعل مع الأشخاص في الحياة الواقعية، وأقضي وقتًا أطول في التحديق بشاشة هاتفي.


وصل الأمر إلى ذروته عندما حصلت على وظيفة أحلامي. كنت متحمسة للغاية، وشاركت الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن بدلاً من الدعم والتهاني، تلقيت رسائل مليئة بالكراهية والغيرة.

كانت هذه هي القشة الأخيرة. أدركت أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد تجلب لي السعادة، بل كانت تدمرني.

لذا، قررت أخذ استراحة. حذفت جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من هاتفي، وبدأت في قضاء المزيد من الوقت في العالم الحقيقي.

لم يكن الأمر سهلاً في البداية. كنت أشعر بالملل والوحده في بعض الأحيان. لكن بمرور الوقت، بدأت أشعر بتحسن. بدأت أعيش في الوقت الحالي، وأستمتع بالعلاقات مع الناس وجهًا لوجه. وجدت أيضًا هوايات جديدة أحبها، مثل القراءة والكتابة.

لقد مر عام الآن منذ أن أخذت استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي. أستطيع القول بثقة أنها كانت أفضل قرار اتخذته على الإطلاق. فأنا الآن أكثر سعادة وصحة مما كنت عليه من قبل.


أنا لا أقول أن وسائل التواصل الاجتماعي أمر سيء. يمكن أن يكون أداة رائعة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، ونشر الوعي حول القضايا المهمة، وغير ذلك الكثير. لكن من المهم استخدامها باعتدال والانتباه إلى تأثيرها على صحتنا العقلية.

إذا كنت تكافح مع وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت لست وحدك. هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على أخذ استراحة أو تقليل الوقت الذي تقضيه عليها.

فكر في قضاء بعض الوقت بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي. قد تفاجأ من مقدار شعورك بالتحسن.


أخيرًا، أود أن أقول إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى أداة. يمكن استخدامه لأغراض جيدة أو سيئة. الأمر متروك لنا لنقرر كيف نستخدمها.

دعونا نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتخير حياتنا لا لتدميرها.