ابو ماريا القحطاني




*أنا أبو ماريا القحطاني، سليل قبيلة قحطان العريقة، التي تفرعت منها العديد من القبائل العربية المعروفة، وقد ورثت عن والدي الاسم "ماري" بالتصغير، وهو اسم نادر بين الرجال في شبه الجزيرة العربية.
*يحمل اسم "ماري" معنىً خاصًا في حياتي، فهو تذكار لي من والدي رحمه الله، الذي كان يطلق عليّ هذا الاسم كتعبير عن حبه وعطفه، وقد لازم هذا الاسم منذ طفولتي حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتي.
*وعلى الرغم من ندرة هذا الاسم بين الرجال، إلا أنه لا يُعد اسمًا غريبًا في تراثنا العربي، فقد ورد في العديد من قصائد الشعر الجاهلي والإسلامي، وهو أيضًا اسم كنيسة السيدة العذراء مريم، التي تقع في حي المعادي بالقاهرة، مما يدل على أن هذا الاسم متجذر في تاريخنا وثقافتنا.
*عندما بلغت سن الشباب، فكرت في تغيير اسمي إلى اسم أكثر شيوعًا بين الرجال، مثل "محمد" أو "عبدالله"، لكنني ترددت في ذلك، فاسم "ماري" يحمل معنىً عاطفيًا خاصًا بالنسبة لي، ويذكرني دائمًا بحب والدي وتراثي العريق.
*وبينما كنت أتأمل في الأمر، قابلت شيخًا كبيرًا من قبيلتنا، وسألته عن رأيه في تغيير اسمي، فأجابني بحكمة قائلاً: "يا بني، اسمك هو هويتك، وهو جزء من تاريخ عائلتك وقبيلتك، ولا يجوز لك تغييره إلا في حالة الضرورة القصوى، فاسمي هو ماري، وأنا فخور به، ولا أريد أن أكون شخصًا آخر غير نفسي".
*تأثرت كثيرًا بكلمات الشيخ، وأدركت أنه كان محقًا، فتخليت عن فكرة تغيير اسمي، وأصبحت فخورًا بهويتي التي تميزني عن الآخرين، وبدأت أقدمه للناس على أنه "أبو ماريا القحطاني".
*واليوم، بعد سنوات عديدة من ذلك اللقاء، أجد أن اسم "ماري" قد فتح لي العديد من الأبواب، فقد قوبلت بالترحيب والاحترام من الناس في كل مكان ذهبت إليه، سواء في وطني أو خارجه، وأصبح اسمي رمزًا للتراث العربي الأصيل، ومصدرًا للفخر والاعتزاز لي.
*لهذا، أقول لكل من يحمل اسمًا نادرًا أو غير مألوف، لا تخجل من اسمك، بل كن فخورًا به، لأنه جزء من هويتك وتراثك، واسمه ما يميزك عن الآخرين، ولا تنسى أبدًا أن اسمك هو هدية من والديك، فلماذا تريد أن تغيره؟
*اختم حديثي بتحية محبة وتقدير لكل من يحمل اسم "ماري" أو أي اسم آخر نادر أو غير مألوف، فأنتم جميعًا فريدون ومميزون، فلا تخجلوا من أسمائكم، بل كونوا فخورين بها.
*ولكم مني كل التقدير والاحترام.
*أبو ماريا القحطاني*