عندما تنظر عبر الزجاج الأمامي، تصطف ناطحات السحاب الشاهقة على جانبيك. إنها مدينة نابضة بالحياة، ولكن هل يمكننا حقًا أن نسميها مدينة خضراء؟
في كل مكان ننظر إليه، نرى آثار التلوث. إنها في الهواء الذي نتنفسه، والمياه التي نشربها، والتربة التي نزرع فيها طعامنا. وفي الوقت نفسه، فإن تغير المناخ يطرق أبوابنا بقوة، ويكشف عن آثار مدمرة لم نشهدها من قبل.
وفي خضم هذا السيناريو المقلق، جاءت اتفاقية باريس للمناخ بمثابة شعاع أمل. وهي اتفاقية تاريخية وقعتها 196 دولة في عام 2015، حيث تعهدت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل بكثير من 2 درجة مئوية، ويفضل أن يكون ذلك عند 1.5 درجة مئوية.
بدا هذا بمثابة خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة تغير المناخ. ومع ذلك، بعد مرور عدة سنوات على توقيع الاتفاقية، لا يزال السؤال قائما: هل هي مجرد حبر على ورق أم أنها حقًا ستحدث فرقًا؟
يواجه تنفيذ اتفاقية باريس العديد من التحديات. أولاً، تعتمد الاتفاقية على التزام الدول طواعية بخفض انبعاثاتها. وهذا يعني أنه لا توجد ضمانات بأن جميع الدول ستفي بالتزاماتها.
ثانياً، تتطلب الاتفاقية استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. وهذا قد يكون أمرًا صعبًا بالنسبة للدول النامية التي تواجه قيودًا مالية.
ثالثًا، لا تزال هناك حاجة إلى إحراز تقدم كبير في مجال التكنولوجيا من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس. على سبيل المثال، لا تزال عملية التقاط الكربون وتخزينه غير مجدية تجاريًا على نطاق واسع.
على الرغم من التحديات، لا تزال اتفاقية باريس مهمة للغاية. فهي توفر إطارًا عالميًا للعمل بشأن تغير المناخ، وهي تساعد على رفع مستوى الوعي العام حول هذه القضية.
علاوة على ذلك، تساعد اتفاقية باريس في إزالة الحواجز أمام الاستثمار في حلول المناخ. فهي ترسل إشارة إلى القطاع الخاص بأن الحكومات ملتزمة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
إذن، هل اتفاقية باريس مجرد حبر على ورق؟ الجواب ليس هو نعم أو لا. فالاتفاقية مهمة في توفير إطار عالمي للعمل بشأن تغير المناخ، لكن نجاحها يعتمد على التزام الدول بتنفيذ تعهداتها.
إن اتفاقية باريس هي مجرد بداية، وليس نهاية. فهي تتطلب جهودًا مستمرة من جميع الدول والمواطنين والمؤسسات. إذا عملنا معًا، فيمكننا جعل اتفاقية باريس أكثر من مجرد حبر على ورق وجعلها أداة قوية لمكافحة تغير المناخ.
دعونا نتصرف الآن، دعونا نتصرف معًا.