احسان




عندما كنت طفلاً، كنت أعتقد دائمًا أن الإحسان شيء يقوم به الأشخاص الآخرون، ولم أكن أهتم حقًا بممارسته بنفسي. اعتقدت أنها كانت مسألة أشخاص أغنياء ومنظمات خيرية، ولم يكن لدي الكثير لأقدمه. ومع ذلك، مع مرور الوقت، بدأت أدرك أن الإحسان لا يتعلق بالمال أو الممتلكات المادية، بل يتعلق بقضاء الوقت والجهد لإحداث فرق في حياة شخص آخر.


أذكر مرة عندما كنت أقود سيارتي إلى العمل، ورأيت رجلاً عجوزًا يقف على جانب الطريق، ويبدو أنه ضائع. توقفت وسألته عما إذا كان يحتاج إلى المساعدة، واكتشفت أنه ضل طريقه إلى مركز طبي. عرّضته للمكان، وعلى الرغم من أنه لم يكن شيئًا كبيرًا، إلا أنني شعرت بالرضا لأنني تمكنت من مساعدته.


في مناسبة أخرى، كنت في متجر بقالة، ورأيت امرأة تكافح لدفع ثمن مشترياتها. كانت أم عزباء ولديها ثلاثة أطفال صغار، ولم يكن لديها ما يكفي من المال لدفع ثمن كل شيء. دفعت ثمن مشترياتها، وعلى الرغم من أنها كانت مجرد مبادرة صغيرة، إلا أنها كانت قادرة على إحداث فرق كبير في يومها.


الإحسان ليس دائمًا عن القيام بأشياء كبيرة. في بعض الأحيان، يكون مجرد مساعدة شخص ما على عبور الشارع، أو الإمساك بالباب لشخص ما، أو مجرد قول كلمة لطيفة. كل هذه الأشياء الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخص ما.


أنا لا أقول إن عليك أن تنفق كل وقتك وجهودك في مساعدة الآخرين. فالأمر كله يتعلق بإيجاد التوازن بين الاهتمام باحتياجاتك الخاصة ومساعدة الآخرين. وإذا تمكنت من إحداث فرق صغير في حياة شخص ما كل يوم، فأنا متأكد من أنك ستشعر بالسعادة والرضا.


  • هنا بعض الأفكار البسيطة حول كيفية ممارسة الإحسان اليوم:
    • امسك بالباب لشخص ما.
    • تبرع بالأشياء التي لا تحتاجها للجمعيات الخيرية.
    • تطوع في منظمة محلية.
    • تبرع بالدم.
    • كن ودودًا مع الغرباء.
    • قل كلمات لطيفة للناس الذين تقابلهم.


    الإحسان هو عمل بسيط يمكن أن تحدث تأثيرًا كبيرًا على العالم. فإذا كنت ترغب في إحداث فرق في حياة شخص ما، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي البدء بإظهار الإحسان تجاه الآخرين.