اضحية




بدايةً وقبل كل شيء، فإن التضحية هي فعلٌ نبيلٌ يُعبر عن حبٍّ وإيثارٍ كبيرين، هي تقديم الشيء الثمين أو الغالي في سبيل الآخرين، وهي من الفضائل الإنسانية العظيمة التي يجب أن يتحلى بها كل منا.

والتضحية قد تكون تضحية بالمال أو بالوقت أو بالجهد أو حتى بالنفس، وفي أيٍّ من هذه الحالات فإنها تُعدّ فعلاً بطوليًا يستحق كل تقدير واحترام، فهي تدل على أن صاحبها إنسانٌ شهمٌ ذو مبادئ وقيم سامية.

وللتضحية أشكالٌ عديدة، فهناك التضحية في سبيل الوطن، وهناك التضحية في سبيل العائلة والأصدقاء، وهناك التضحية في سبيل المبادئ والقيم، وأيًا كانت طبيعة التضحية فإنها تُعدّ من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان.

ولقد ضرب لنا التاريخ أمثلةً عديدةً على تضحيات عظيمة قام بها أشخاصٌ عاديون، فمنهم من ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ الآخرين، ومنهم من ضحى بماله وثروته في سبيل مساعدة المحتاجين، ومنهم من ضحى بوقته وجهده في سبيل خدمة مجتمعه.

وإذا كانت التضحية صعبةً في بعض الأحيان، فإن ثمارها تكون عظيمةً للغاية، فهي تُضفي على صاحبها شعورًا بالرضا والسعادة، كما أنها تُكسبه حب وتقدير الآخرين، والأهم من ذلك كله أنها تُساهم في بناء مجتمعٍ أفضل وأكثر انسانية.

لذا، فإنني أدعوكم جميعًا إلى التحلي بروح التضحية والإيثار، وإلى تقديم المساعدة والعون لكل من يحتاج إلينا، فكل تضحية صغيرة أو كبيرة تُساهم في صنع عالمٍ أفضل.

وختامًا أقول: إن التضحية ليست مجرد فعلٍ بطولي، بل هي أسلوب حياة، فهي تعني أن نضع مصلحة الآخرين فوق مصلحتنا الشخصية، وأن نكون مستعدين دائمًا لتقديم المساعدة والعون لكل من يحتاج إلينا، فبالتضحية نبني مجتمعًا أفضل وأكثر إنسانية.