الأديب المبدع الذي يقود أمة




لم تكن مصادفة أن يطلق على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لقب "أبو جهل" في شبابه، فقد كان هذا اللقب دليلاً على قوته وشجاعته في الجاهلية، ولكن بعد دخوله في الإسلام، تحول إلى رجل حكيم وعادل يحمل هموم الأمة على كتفيه.
كان عمر بن الخطاب نموذجاً للأديب المبدع الذي يقود الأمة، فقد كان شاعراً مفوهاً وخطيباً مفوهاً، وكان لديه موهبة في الكتابة والإنشاء، وتميز بقدرته على التخطيط الاستراتيجي والتدبير السليم للأمور، كما كان لديه حساسية عالية تجاه احتياجات الناس ومشاكلهم.
ولم يكن عمر بن الخطاب أديباً وشاعراً فحسب، بل كان قائداً عسكرياً محنكاً وأحد أهم مهندسي الفتوحات الإسلامية، وكان قائداً حكيماً وعادلاً اهتم بشؤون الرعية وأسس نظاماً للدولة الإسلامية يحكم فيه العدل والمساواة.
وقد ترك عمر بن الخطاب إرثاً كبيراً للأمة الإسلامية، من أهمها دستور الخلفاء الذي يعتبر دستوراً للخلافة الإسلامية، كما اهتم ببناء المساجد والمدارس، ووضع نظاماً للضرائب والزكاة.
كما يهتم عمر بن الخطاب ببناء الإنسان من خلال تشجيع التعليم والبحث العلمي، وكان من أوائل من أدخل نظام الرواتب إلى الدولة الإسلامية، وكان دقيقا للغاية في اختيار الولاة والقادة.
ويعد عمر بن الخطاب أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ الإسلام، وكان نموذجاً للقائد العادل والرعوف الذي لا يخاف في الحق لومة لائم، وكان أديباً شاعراً يقود الأمة، وترك إرثاً عظيماً للأجيال القادمة.