الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز... نسيم مُعطّر بلُطف العطاء




ينساب اسمه خفيفًا كنسيم العطر الذي يلامس الأنوف، وتتموج سيرته برفقٍ كنسمة البحر التي تمسح الوجوه فتنعشها، فكل من عرفه يقول إنه رجل مُحب للحياة، مُجسد للمودة، لا يعرف الحقد أو الضغينة، فما بالك إن كان ذلك في منصب قد يملأ قلوب البشر بحب التسلط والنفوذ؟ إنه الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز، الذي رحل عن عالمنا تاركًا خلفه حزنًا كبيرًا يرافق أعماله الخيرة وصدقاته الجارية، التي طالما جرت كالأنهار توصل الخير إلى كل محتاج، وكان أنبل أشكال العطاء هو عطاؤه بقلبه الطيب وحب الناس الذي ملأ به قلبه.
ترعرع الأمير سلطان في كنف والده الأمير محمد بن عبدالعزيز، الذي غرس فيه حب الناس والوطن، فنشأ على القيم العربية الأصيلة التي تدعو إلى التكافل والتعاون، في بيئة أسرية ملؤها الحب والوئام، فكان مُحاطًا بإخوته وأخواته الذين تربى معهم على الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة.
حب العطاء والتواضع
كان الأمير سلطان معروفًا بحبه للعطاء والتواضع، وكان دائمًا يضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته، فلم يكن يقبل أن يطلب أحد من حوله أي شيء إلا ويحرص على توفيره له، حتى إن كان الأمر يتعلق بأبسط الأشياء، وكان لا يتردد في مساعدة المحتاجين حتى لو كان ذلك يعني التضحية بمصالحه الشخصية، فعلى الرغم من ثروته الطائلة ومكانته الاجتماعية الرفيعة إلا أنه كان متواضعًا مع الجميع، لا يتكبر على أحد، بل يعامل الناس جميعًا بمساواة واحترام.
إسهامات تنموية واجتماعية
لم يقتصر عطاء الأمير سلطان على المستوى الفردي فحسب، بل تعداه ليصل إلى المستوى المجتمعي أيضًا، حيث كان له دور بارز في دعم العديد من المشاريع التنموية والاجتماعية التي كان لها أثر كبير في حياة الناس، وكان يسعى دائمًا إلى تقديم المساعدة للمحتاجين ودعم الفقراء، فكانت له أيادٍ بيضاء في مساعدة الأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، كما كان دائمًا حريصًا على دعم التعليم والصحة، فقام ببناء العديد من المدارس والمستشفيات ودور الأيتام في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
مبادرات إنسانية
بالإضافة إلى أعماله الخيرية العديدة، كان الأمير سلطان أيضًا من أبرز الداعمين للمبادرات الإنسانية، وكان يشارك بنفسه في العديد من الحملات التطوعية، وكان دائمًا حريصًا على المساهمة في الجهود الإغاثية التي كانت تُنظم في مناطق مختلفة من العالم، فكان قلبه دائمًا مع الفقراء والمحتاجين، وكان يبذل كل ما في وسعه لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم.
ذكريات لا تُنسى
رحل الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز عن عالمنا تاركًا خلفه ذكريات لا تُنسى، فكل من عرفه يتحدث عنه بحب وتقدير، ويذكر أعماله الخيرة وإنسانيته التي لا مثيل لها، فكان رجلاً عظيماً بقلبه الطيب وعطائه اللامحدود، وسوف تظل سيرته العطرة خالدة في وجدان كل من عرفه، وسيظل اسمه رمزًا للعطاء والإنسانية.
ختامًا
إن الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز هو نموذج يحتذى به في العطاء والإنسانية، فقد كان رجلاً أسعد الناس بعطائه، ملأ حياتهم بالخير، ولم يتوانَ عن مساعدة المحتاجين ودعم المشاريع التنموية والاجتماعية، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الأعمال الصالحة التي ستظل خالدة في وجدان كل من عرفه.