في مساء خريفي بارد من عام 1994، كنت طفلاً صغيرًا يجلس في منزل العائلة، ممسكًا بقميص الأهلي، أستعد بحماس لمتابعة مباراة مهمة لفريقي المفضل. كان خصمنا هو الزمالك، الغريم التقليدي، وقد ملأت قلبي موجات من الخوف والإثارة.
بدأت المباراة بشكل متكافئ، وكلا الفريقين يمتلكان فرصًا محدودة. لكن في الشوط الثاني، حدث شيء غير متوقع. سجل الزمالك هدفًا مبكرًا، وأضافوا هدفًا ثانيًا بعد فترة وجيزة. شعرت باليأس يغمرني وأنا أشاهد فريقي يتراجع بشكل محبط.
لكن حينها، حدث شيء سحري. بدأ الأهلي يهاجم ويضغط بقوة. سجلوا هدفًا تلو الآخر، وسرعان ما تحولت المباراة إلى انتصار عظيم بنتيجة 4-2. كانت تلك لحظة لا تُنسى، حيث انتقلت مشاعري من اليأس إلى النشوة في غمضة عين.
منذ تلك المباراة، أصبحت من أشد المشجعين للأهلي. لقد عايشت مع الفريق لحظات رائعة، إلى جانب بعض الهزائم المرة التي أحرق قلبي بنارها. لكن من خلال كل ذلك، ظل ولائي لهذا النادي عظيماً.
الأهلي أكثر من مجرد فريق كرة قدم بالنسبة لي. إنه رمز لهويتي المصرية وفخري الوطني. لقد لعب هذا النادي دورًا مهمًا في حياتي، سواء من خلال فرحه أو حزنه وجعله محفورًا في أعماق قلبي إلى الأبد.
إحدى المباريات التي لا تزال محفورة في ذاكرتي، حدثت في عام 2006. كنا نواجه نادي الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا. كانت المباراة متقاربة، وانتهت بركلات الترجيح. وقفت على حافة مقعدي، وأنا أشاهد اللاعبين يتناوبون على تسجيل الركلات.
عندما سدد إسماعيل عبداللطيف ركلة الترجيح الحاسمة، وأسكنها في الزاوية العليا للشباك، انفجرت في البكاء. لقد فزنا بدوري أبطال إفريقيا مرة أخرى، وهو أكبر إنجاز في تاريخ نادي الأهلي. كانت تلك ليلة سعيدة لا تُنسى.
ولكن إلى جانب الانتصارات، كان هناك أيضًا الهزائم. إحدى الهزائم التي ستظل دائمًا عالقة في ذهني، هي خسارتنا أمام ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية في عام 2016. كانت المباراة صعبة للغاية، وخسرنا 2-0. شعرت بخيبة أمل كبيرة، لكني كنت فخوراً بفريقي لأنه وصل إلى هذا المستوى من المنافسة.
الأهلي هو أكثر بكثير من مجرد نادٍ رياضي. إنه جزء مني، ومن تاريخ بلادي. لقد شاهدت الفريق يكبر ويتطور على مر السنين، وأنا فخور بأن أكون جزءًا من هذه الرحلة الرائعة.
قد لا يفوز الأهلي دائمًا، لكن لدي يقين بأنهم سيبقون دائمًا على قمة اللعبة. إنهم فريق من المحاربين الذين لا يستسلمون أبدًا. نحن جماهير الأهلي سنتواجد دائمًا لدعمهم، بغض النظر عن النتيجة.