الأهلي ضد الترجي.. ثأر تاريخي




كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها حياة وهوية ومعنى، وهي بالنسبة لنا نحن المصريين، ليست مجرد هواية أو تسلية، إنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ووجداننا. وعندما يتعلق الأمر بمباريات الأهلي، يتحول الأمر إلى أكثر من مجرد مباراة، إنها قضية وطنية، معارك يفخر بها كل مصري وعربي.
كانت مباراة الأهلي ضد الترجي التونسي، في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2018، واحدة من أعظم المباريات في تاريخ كرة القدم المصرية. فقد جمعت بين فريقين كبيرين في القارة السمراء، يمتلكان تاريخًا عريقًا وجماهير عريضة.
بدأت المباراة بحماس شديد، حيث تبادل الفريقان الهجمات منذ الدقائق الأولى. وفي الدقيقة 31، سجل الترجي هدفًا أثار حماس الجمهور التونسي، لكن الأهلي لم يستسلم، واستمر في الضغط حتى تمكن، في الشوط الثاني، من إدراك التعادل عن طريق ضربة جزاء نفذها كهربا بنجاح.
استمرت المباراة في دقائقها المتبقية، مثيرة وحماسية، لكنها انتهت بالتعادل، وبذلك انتقل الحسم إلى ركلات الترجيح. سدد الترجي ضربتي جزاء أولى وثانية ناجحتين، بينما أضاع الأهلي ضربته الأولى، وبدأت جماهير الترجي تحتفل بالفوز، لكن لاعبي الأهلي لم ييأسوا.
سجل الأهلي ضربتي جزاء ناجحتين، بينما أضاع الترجي الثالث، لتتعادل النتيجة 2-2، وترتفع حدة التوتر في الملعب. وفي الركلة الرابعة، سجل الأهلي هدفًا آخر، بينما أضاع الترجي الرابع، ليخرج الأهلي منتصراً باللقب التاسع في تاريخه.
كانت تلك الليلة ليلة لا تنسى، ليلة فرحة عارمة في مصر، وليلة حزن وخيبة أمل في تونس. لكن الأهم من النتيجة، هي الروح الرياضية الرائعة التي تحلت بها جماهير الفريقين بعد المباراة، حيث احتفلوا سويًا بفوز الأهلي، تعبيرًا عن وحدة الشعوب العربية، وأن كرة القدم تجمع ولا تفرق.
ومع اقتراب مباراة الأهلي والترجي مجددًا في دوري أبطال إفريقيا 2023، تعود ذكريات تلك المباراة التاريخية إلى الأذهان، ومعها حالة الحماس والترقب لدى الجماهير العربية. ففريق الأهلي، الذي يمتلك أقوى خط هجوم في البطولة، يطمح إلى الثأر من الهزيمة الماضية وتحقيق لقبه العاشر، بينما يطمح الترجي، الذي يمتلك أقوى خط دفاع، إلى تكرار الإنجاز والاحتفاظ باللقب.
وستقام المباراة على استاد القاهرة الدولي، وسط حضور جماهيري كبير من المتوقع أن يتجاوز الـ 50 ألف متفرج. وستكون مباراة مليئة بالإثارة والتحديات، مباراة لا يمكن لأحد التنبؤ بنتيجتها. ولكن الشيء المؤكد هو أننا سنشهد مباراة تاريخية أخرى، مباراة ستبقى في ذاكرة عشاق كرة القدم العربية لسنوات عديدة قادمة.