الأهلي والجندل
في ليلة كروية خريفية، تداعت إلى أرضية ملعب الأمير عبد الله الفيصل حشود غفيرة من جماهير فريقين عريقين، الأهلي والجندل، حاملين معهم شغفهم وتطلعاتهم، متشوقين لما ستحمله هذه المواجهة من إثارة وندية.
مواجهات الذكريات
لطالما كانت مواجهات الأهلي والجندل تحمل طابعًا خاصًا، فالمباريات بينهما غالباً ما تكون متقاربة المستوى وقوية الأداء، وتكتنز بالعديد من الذكريات التي يحفظها عشاق الفريقين عن ظهر قلب، مثل ملحمة "المباراة الم éبي ة" الشهيرة التي جرت بينهما في عام 2010، والتي صعد فيها الجندل إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على الأهلي بضربات الترجيح.
بداية غير متوقعة
انطلقت صافرة بداية المباراة وسط أجواء مشحونة، وسارع الجندل إلى فرض أسلوبه الهجومي، وهو ما أثمر عن هدف سريع في الدقيقة الثالثة من عمر المباراة عن طريق اللاعب عبد الله متوق، والذي شكل صدمة كبيرة لجماهير الأهلي التي اعتادت على أداء هجومي مميز من فريقها.
- ولم يكد الأهلي يستفيق من صدمة الهدف الأول حتى فاجأه الجندل بهدف ثانٍ في الدقيقة 20 من ركلة جزاء، وهو ما زاد من سيطرة الجندل على أجواء المباراة، ووضع الأهلي في مأزق كبير.
وحاول الأهلي العودة إلى أجواء المباراة، لكنه وجد صعوبة كبيرة في اختراق دفاع الجندل المنظم، وظل الجندل هو المسيطر على مجريات اللعب، لتنتهي الشوط الأول بتقدم الجندل بهدف ين.
ردة فعل الأهلي
ومع بداية الشوط الثاني، أجرى مدرب الأهلي عدة تغييرات تكتيكية، حيث أشرك بعض العناصر الهجومية في محاولة لتقليص الفارق، وهو ما نجح في تحسين أداء الأهلي في هذا الشوط، حيث تمكن من السيطرة على مجريات اللعب، وشن العديد من الهجمات الخطرة على مرمى الجندل.
- وجاء هدف التعادل للأهلي في الدقيقة 75، عن طريق اللاعب عبد الفتاح عسيري، والذي بعث الأمل من جديد في نفوس جماهير الأهلي، وأعاد المباراة إلى نقطة البداية.
وبعد الهدف، واصل الأهلي ضغطه الهجومي، واستطاع في الدقيقة 82 تسجيل هدفًا ثانيًا عن طريق اللاعب عمر السومة، ليحول تأخره بهدفين دون رد إلى فوز غالٍ بنتيجة 3-2، وسط فرحة هستيرية من جماهير الأهلي، وذهول جماهير الجندل التي صدمت بهذا التحول الكبير في أحداث المباراة.
حكاية بطولة
لم تكن هذه المواجهة مجرد مباراة كرة قدم، بل كانت حكاية بطولة وتحدي، حيث وقف الأهلي في وجه منافس عنيد، وتحامل لاعبوه على أنفسهم رغم التأخر بهدفين، وعادوا بنتيجة المباراة لصالحهم، في مشهد لن ينساه عشاق الأهلي والجندل طويلاً.