الأونروا
في خضم دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتدة منذ عقود، ظهرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) كمنارة أمل للفلسطينيين اللاجئين في المنطقة. لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت الوكالة نفسها محور جدل سياسي متزايد، ما أثار تساؤلات حول مستقبلها ودورها.
نشأة ونشاطات الأونروا
تأسست الأونروا في عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف توفير الإغاثة والمساعدة للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من ديارهم خلال حرب عام 1948. ومنذ ذلك الحين، توسع نطاق عمليات الأونروا لتشمل تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية والبنية التحتية الأساسية.
تدير الأونروا شبكة واسعة من المدارس والمراكز الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان. توفر هذه الخدمات تعليماً أساسياً وعالياً لما يزيد عن نصف مليون طالب لاجئ وتدعم الصحة والرفاهية لملايين الفلسطينيين اللاجئين والنازحين داخلياً.
ومع ذلك، فإن عمل الأونروا لا يخلو من التحديات. فالمنطقة التي تعمل فيها الوكالة شديدة التفجير، وغالبًا ما تعيق القيود المفروضة على الوصول والصراعات المتكررة تقديم المساعدات الإنسانية.
الجدل السياسي المحيط بالأونروا
في السنوات الأخيرة، أصبحت الأونروا محورًا للجدل السياسي المتزايد. انتقدت إسرائيل والولايات المتحدة، الدولتان الرئيسيتان المانحتان للوكالة، الأونروا بسبب ما تعتبرانه تحيزها الموالي للفلسطينيين وإدامة أزمة اللاجئين.
ردت الأونروا على هذه الاتهامات بالقول إنها محايدة سياسياً وضرورية لتقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين اللاجئين. وجادلت الوكالة بأن وجودها يحول دون أزمة إنسانية واسعة النطاق في المنطقة.
أدى هذا الجدال إلى انخفاض الدعم المالي للأونروا. في عام 2018، أعلنت الولايات المتحدة، أكبر مانح للأونروا، عن وقف تمويلها للوكالة. تبع هذا الإجراء خفض آخر في التمويل من دول أخرى، مما أجبر الأونروا على تقليص خدماتها.
مستقبل الأونروا
مستقبل الأونروا غير مؤكد. فمن ناحية، لا تزال للوكالة مهمة بالغة الأهمية تؤديها، حيث تقدم خدمات أساسية للفلسطينيين اللاجئين الذين هم في أمس الحاجة إليها. ومن ناحية أخرى، تواجه الأونروا تحديات سياسية ومالية كبيرة.
ستعتمد قدرة الأونروا على الاستمرار في تقديم خدماتها على قدرتها على معالجة المخاوف السياسية وتأمين التمويل المستدام. إذا فشلت في ذلك، فإن مصير ملايين الفلسطينيين اللاجئين سيكون معلقًا في الميزان.