الأونروا.. 70 عاماً من التمكين والمساهمة في المجتمع الفلسطيني
على مدى سبعة عقود، لعبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) دوراً حيوياً في حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مما مكنهم من التغلب على التحديات الهائلة وإعادة بناء حياتهم.
بدايات الأونروا
تأسست الأونروا في 11 ديسمبر 1949 بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302(د-4). وكان تفويضها الأصلي تقديم الإغاثة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من ديارهم في حرب 1948. على مدار السنين، توسع دور الوكالة لتشمل تقديم طائفة واسعة من الخدمات، بما في ذلك التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية.
دور الأونروا التعليمي
ركزت الأونروا بشكل كبير على التعليم، إيماناً منها بأن التعليم هو حجر الزاوية في تمكين اللاجئين. فهي تدير أكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط، يضم أكثر من 1.5 مليون طالب وطالبة في أكثر من 700 مدرسة في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. يوفر تعليم الأونروا جودة عالية ويستند إلى منهج متوازن يتضمن الثقافة والقيم الفلسطينية، مما يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم وإعدادهم للمستقبل.
الأونروا والرعاية الصحية
تقدم الأونروا خدمات الرعاية الصحية الأساسية لأكثر من 2.5 مليون لاجئ فلسطيني من خلال شبكة واسعة من عيادات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات والمراكز الصحية. تركز خدمات الرعاية الصحية على الأمراض المزمنة والأمراض المعدية والتربية الصحية، مما يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة في مخيمات اللاجئين وخارجها.
- الإغاثة الاجتماعية: تزود الأونروا المساعدات الغذائية والنقدية لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في فقر مدقع. كما تقدم خدمات الإسكان والمساعدة القانونية للاجئين المشردين والمحتاجين.
- حماية حقوق الإنسان: تلعب الأونروا دوراً رئيسياً في حماية حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين والدفاع عنها. وثقت الأونروا الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وناصرت من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإيجاد حل عادل لللاجئين الفلسطينيين.
تحديات تواجه الأونروا
على الرغم من المساهمات الهائلة التي قدمتها الأونروا، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة. فقد أدى نقص التمويل المستمر إلى تقليص الخدمات، مما وضع عبئاً ثقيلاً على اللاجئين الفلسطينيين. كما أدى الصراع في المنطقة والتوترات السياسية إلى زيادة الضغوط على الأونروا وتمويلها.
أهمية الأونروا
لعبت الأونروا دوراً لا غنى عنه في حياة اللاجئين الفلسطينيين على مدار العقود السبعة الماضية. فهي تقدم الخدمات الأساسية، وتمكن اللاجئين من الاعتماد على أنفسهم، وتدافع عن حقوقهم. في عالم مليء بالتحديات، تظل الأونروا شريان حياة للاجئين الفلسطينيين، وتوفر لهم الأمل والفرص.
دعوة للعمل
مع اقتراب مرور 70 عاماً على إنشائها، حان الوقت لتأكيد الدعم الدولي للأونروا. يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضمان التمويل المستدام للوكالة وتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين. من خلال دعم الأونروا، ندعم حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين ونستثمر في مستقبل أكثر سلاماً وعدالة.