الاتحاد




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فإن الاتحاد أمر مطلوب في كل وقت وفي كل مكان، وهو أمر مرغب فيه دينًا وعقلاً.

أما دينيًا:


  • فقد حثنا الله تعالى عليه في كتابه العزيز، فقال سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
  • وقال تعالى: ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
  • وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتحاد، فقال: "يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار".

وأما عقلاً:


  • فإن الاتحاد قوة ومنعة، فإذا اتحد الناس كانوا أقوى وأمنع من أن يتفرقوا ويضعفوا.
  • والاتحاد رحمة ومودة، فإذا اتحد الناس تعاطفوا وتعاونوا وتراحموا.
  • والاتحاد خير وبركة، فإذا اتحد الناس نالوا الخير والبركة في الدنيا والآخرة.

ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً جميلاً في الاتحاد، فقال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الاتحاد والتآلف، وأن يجنبنا الفرقة والتشتت، إنه ولي ذلك والقادر عليه.