الاتحاد واشبيلية: قصة صعود وإخفاق




مما لا شك فيه أن تجربة "الاتحاد واشبيلية" واحدة من أبرز التجارب الاحترافية في تاريخ كرة القدم، وهي نموذج واضح على أن النجاح يمكن أن يتحول إلى فشل في غمضة عين.

لقد بدأ كل شيء عندما تعاقد نادي الاتحاد السعودي مع النجم الدولي المغربي، زهير الزهيري، في عام 2005. وسرعان ما أصبح الزهيري نجمًا في صفوف العميد، وقاده إلى تحقيق بطولة الدوري السعودي موسم 2007-2008.

ولم يكتف الاتحاد بذلك، بل تعاقد مع العديد من اللاعبين المميزين، منهم المصري عماد متعب والتونسي هشام أبو شروان والبرازيلي ماركينيو، في خطوة استهدفت تعزيز صفوف الفريق والمنافسة على البطولات الخارجية.

وفي عام 2009، توج "الاتحاد واشبيلية" ببطولة كأس الأندية العربية، بعد تغلبه على الرجاء البيضاوي المغربي في المباراة النهائية. وحقق فوزًا تاريخيًا على عملاق أوروبا، برشلونة الإسباني، في بطولة كأس العالم للأندية، والتي أقيمت في صيف نفس العام.

ولكن بعد هذه البداية الرائعة، سرعان ما تحولت الأمور إلى الأسوأ.

فقد غادر الزهيري الاتحاد في عام 2010، وبدأ الفريق في تراجع كبير في النتائج. كما عانى النادي من مشاكل مالية، أدت إلى استقالة العديد من الإداريين واللاعبين.

وفي عام 2012، هبط الاتحاد إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه.

وعلى الرغم من عودته إلى الدوري الممتاز في موسم 2012-2013، إلا أن الفريق لم يتمكن من استعادة مستواه السابق. وظل الاتحاد يتخبط في النتائج ويغير اللاعبين والمدربين، دون جدوى.

وفي الموسم الحالي، يحتل الاتحاد المركز التاسع في جدول الدوري السعودي، وهو بعيد كل البعد عن المنافسة على البطولات.

ويبدو أن قصة "الاتحاد واشبيلية" هي بمثابة تحذير من أن النجاح يمكن أن يكون سريع الزوال، وأن أهم شيء في كرة القدم هو الاستقرار والاستمرارية.

ورغم الفشل والخسائر التي مني بها الاتحاد، إلا أن جماهيره لم تفقد الأمل. وهم يؤمنون بأن فريقهم قادر على العودة من جديد إلى سابق عهده، وتحقيق الإنجازات التي كان يحلم بها.

فهل يستطيع الاتحاد أن يعيد كتابة تاريخه، ويحقق النجاح الذي طال انتظاره؟