أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون.
هذه الآيات القرآنية الكريمة تحكي لنا قصة خلق الإنسان، وكيف خلقه الله في أحسن تقويم، ثم ردَّه إلى أسفل سافلين. وهذا يعني أن الإنسان خلق في وضع متميز، ولكنه بسبب أفعاله انحط وسقط إلى أسفل الدرك.
لكن الآيات تستثني من هذا السقوط الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فهؤلاء لهم أجر غير ممنون. وهذا يعني أن الإيمان والعمل الصالح هما السبيل الوحيد للنجاة من السقوط والارتقاء إلى أعلى الدرجات.
ولقد وردت في القرآن والسنة أحاديث كثيرة تبين لنا أهمية الإيمان والعمل الصالح. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" رواه البخاري ومسلم.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" رواه مسلم.
هذه الأحاديث تبين لنا أن الإيمان هو أساس النجاة، وأن الأعمال الصالحة هي الطريق للوصول إلى أعلى الدرجات. فالإيمان القوي والعمل الصالح هما الجناحان اللذان يحملان الإنسان إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
وبما أننا خلقنا في أحسن تقويم، فلنسعَ إلى أن نرتقي إلى أعلى الدرجات بالإيمان والعمل الصالح. ولندعُ الله أن يثبتنا على دينه، وأن يجعلنا من الذين ينالون أجرًا غير ممنون.
اللهم آمين.