في رحاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يقف البابا تواضروس الثاني، القائد الروحي والبطريرك رقم 118 للكرسي المرقسي، بشموخ وحكمة، وبعينين ثاقبتين ترى ما لا يراه الآخرون.
وُلد تواضروس، ويدعى في العالم مجدي مكاري، في قرية دير مواس بمحافظة المنيا عام 1952. نشأ في أسرة متواضعة، وكان منذ صغره مولعًا بالأمور الدينية، فكان يقضي ساعات طويلة في قراءة الكتاب المقدس والكتب الكنسية.
التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وحصل على درجة البكالوريوس فيها عام 1975. لكن قلبه كان شغوفًا بالخدمة الكهنوتية، فالتحق بدير السريان بوادي النطرون عام 1986، وترهبن باسم الراهب تواضروس.
تدرج في المناصب الكنسية حتى أصبح مطرانًا عام 2010، واختير في نوفمبر 2012 باباًا للإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلفًا للبابا شنودة الثالث.
الحكيم القبطي
يُعرف البابا تواضروس بحكمته وتدبيره. فهو رجل ذو رؤية ثاقبة، يستطيع أن يرى الأمور من زوايا متعددة، ويجد الحلول المناسبة للمشاكل.
من أشهر المواقف التي أظهرت حكمته، موقفه من الأحداث السياسية التي شهدتها مصر عام 2011. فقد رفض البابا أن ينحاز لطرف دون آخر، ودعا الجميع إلى الهدوء والحوار.
كما أنه لعب دورًا بارزًا في الحوار بين الأديان، ونشر ثقافة التعايش والسلام بين المسلمين والمسيحيين.
الحكيم الإنسان
وراء الصورة الرسمية للبابا، يكمن رجل ذو قلب كبير ومشاعر جياشة. فهو يحب الناس ويحب الحياة، ويحمل همومهم في قلبه.
وإلى جانب حكمته الدينية، يتمتع البابا تواضروس بحكمة عملية وحس فكاهي لطيف. فهو يحب ممارسة الرياضة، خاصة كرة القدم، ويستمتع بحل الكلمات المتقاطعة.
قصة نجاح
قصة البابا تواضروس هي قصة نجاح واستقامة وإيمان. فقد وصل من قرية بسيطة في صعيد مصر إلى أعلى منصب في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وهو الآن رمزًا للتسامح والوحدة والحكمة، ويحظى باحترام وتقدير الجميع في مصر وخارجها.
دعوة للمستقبل
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر والمنطقة، يدعونا البابا تواضروس إلى الوحدة والتعاون. فهو يؤكد دائمًا أن مصر وطن للجميع، وأننا يجب أن نعمل معًا لحمايته وازدهاره.
كما يدعونا إلى التمسك بالإيمان وقيم المحبة والسلام. فالإيمان، كما يقول البابا، هو القوة التي ستساعدنا على التغلب على كل التحديات.