البابا شنودة الثالث: حياة القداسة والخدمة




في قلب مصر، أرض الحضارات القديمة، وعلى طول ضفاف نهر النيل الخالد، نشأ قديس مبارك، رجل حكيم كان مرشدًا روحيًا ومعلمًا لأجيال من المؤمنين، البابا شنودة الثالث.

وُلد البابا شنودة في 3 أغسطس 1923، باسم نظير جيد روفائيل، في قرية سلام الواقعة بمحافظة أسيوط. كان الطفل الصغير يتمتع بنشاط فكري كبير وشغف بالمعرفة منذ صغره. درس في مدارس القرية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الآداب عام 1947.

في سن مبكرة، انجذب نظير إلى الحياة الرهبانية. في عام 1954، ترك الحياة العلمانية وتوجه إلى دير القديس أنطونيوس في صحراء العرب، حيث عاش حياة النسك والتأمل. هناك، أخذ اسم "شنودة"، وهو اسم يوناني يعني "إله الغناء".

تدرج البابا شنودة في مناصب الرهبنة، وأصبح في عام 1962 أسقفًا عامًا على التعليم المسيحي بالإسكندرية، ومشرفًا على الإرساليات التابعة للكنيسة القبطية في الخارج. في عام 1971، بعد وفاة البابا كيرلس السادس، انتخبه المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليكون البابا السادس عشر من سلالة البابوات.

    إنجازات البابا شنودة:
  • عمل على توحيد الكنيسة القبطية وإصلاحها، ودفع باتجاه الحوار والتفاهم المسكوني مع الكنائس الأخرى.
  • أنشأ العديد من الأديرة والكنائس والمؤسسات الخيرية في مصر والعالم.
  • نشر العديد من الكتب والكتابات اللاهوتية والفكرية، والتي أصبحت مرجعًا مهمًا للمؤمنين المسيحيين.
  • حظي بتقدير واحترام واسعين في مصر والعالم، وكان له تأثير كبير على المجتمع المصري.

تميّز البابا شنودة بسعة علمه وعمق حكمته وبساطة شخصيته تواضعه. كان يحب شعبه ويهتم برعايتهم الروحية والاجتماعية. وكان معروفًا بحكمته وقدرته على حل المشاكل والتغلب على التحديات بروح من الحب والرحمة.

رحل البابا شنودة الثالث عن عالمنا في 17 مارس 2012، عن عمر يناهز 88 عامًا. لكن إرثه الروحي والخدمي لا يزال حيًا حتى اليوم في قلوب المؤمنين المسيحيين وفي تاريخ مصر. وقد أُعلن قديسًا من قبل الكنيسة القبطية في عام 2013، ولا يزال يُذكر باعتزاز وتبجيل بأنه بابا المحبة والقداسة والتجديد.

"الحياة الحقيقية هي التي تتجه نحو الله، حياة المحبة والتضحية والخدمة للآخرين."


- البابا شنودة الثالث