البرتغال وفرنسا.. قصة أمتين في الحب والكراهية




تتباين علاقات البرتغال وفرنسا على مدى التاريخ ما بين الحب والكراهية، فقد توحدت المصالح بين البلدين في بعض الأوقات، بينما اصطدمت في أوقات أخرى. ومن خلال رحلة قصيرة عبر الزمن نُلقي الضوء على أبرز محطات العلاقة بين البلدين.
القرن الثاني عشر: شراكة استراتيجية
في أواخر القرن الثاني عشر، شهدت العلاقات بين البرتغال وفرنسا تحالفًا استراتيجيًا. كان أفونسو الأول ملك البرتغال يواجه تهديداً من جانب المسلمين، في حين كان فيليب الثاني ملك فرنسا يسعى لتوسيع نفوذه في شبه الجزيرة الأيبيرية. أدى ذلك إلى تحالف بين البلدين، حيث قدم فيليب الدعم العسكري لأفونسو في معاركه ضد المسلمين.
القرن الثالث عشر: منافسة بحرية
في القرن الثالث عشر، بدأت العلاقات بين البلدين تتدهور بسبب المنافسة البحرية. كانت البرتغال تتوسع في الخارج، واصطدمت مع مصالح فرنسا التجارية في المحيط الأطلسي. أدى ذلك إلى سلسلة من الحروب البحرية بين البلدين، والتي استمرت لعدة سنوات.
القرن الرابع عشر: التحالف المتجدد
في القرن الرابع عشر، تجدد التحالف بين البرتغال وفرنسا. كان كل من جواو الأول ملك البرتغال وشارل السادس ملك فرنسا يواجهان تهديدًا من جانب إنجلترا. أدى ذلك إلى تحالف جديد بين البلدين، والذي عززته زواج جواو الأول من فيليبا لانكستر، ابنة جون غونات ملك إنجلترا.
القرن الخامس عشر: حروب السلالة
في القرن الخامس عشر، دخل البلدان مرة أخرى في حرب، بسبب الخلاف على خلافة العرش البرتغالي. ادعى خوان الأول ملك قشتالة ملكيته للعرش البرتغالي، بدعم من فرنسا. في حين دعم الفرنسيون خوان، وقف الإنجليز إلى جانب جواو الأول ملك البرتغال. دارت حرب طويلة بين البلدين، انتهت بانتصار جواو الأول وتأكيد استقلاله.
القرن السادس عشر: التحالف ضد إسبانيا
في القرن السادس عشر، واجهت البرتغال تهديدًا جديدًا من جانب إسبانيا، والتي كانت تحاول توحيد شبه الجزيرة الأيبيرية تحت حكمها. تحالفت البرتغال مع فرنسا مرة أخرى، والتي كانت في ذلك الوقت منخرطة في حرب مع إسبانيا. ساعد التحالف البرتغال على الحفاظ على استقلالها، لكنه أدى أيضًا إلى إضعافها بسبب الديون المتراكمة عليها.
القرن السابع عشر: العلاقات المتوترة
في القرن السابع عشر، دخلت العلاقات بين البلدين فترة من التوتر. كانت فرنسا تدعم استقلال إسبانيا، في حين كانت البرتغال تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع كلٍ من إسبانيا وفرنسا. أدى ذلك إلى تدهور العلاقات بين البلدين، والتي تفاقمت مع اندلاع حرب الاستقلال البرتغالية ضد إسبانيا.
القرن الثامن عشر: التحالف المتأخر
في القرن الثامن عشر، شهدت العلاقات بين البرتغال وفرنسا تحسنًا تدريجيًا. وكان أحد أسباب ذلك التهديد المتزايد من جانب إنجلترا، والتي كانت منافسًا مشتركًا للبلدين. كما ساعدت العلاقات الشخصية بين الملك لويس الخامس عشر ملك فرنسا وملك البرتغال جوزيه الأول على تحسين العلاقات.
القرن العشرون: حلف شمال الأطلسي
في القرن العشرين، انضمت كل من البرتغال وفرنسا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما عزز روابطهما الأمنية. كما تعاونت البلدان في مجالات أخرى، مثل الاقتصاد والتجارة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الخلافات بين البلدين، بما في ذلك قضية الصحراء الغربية.
اليوم: شركاء في الاتحاد الأوروبي
اليوم، تعتبر البرتغال وفرنسا شريكين في الاتحاد الأوروبي. يتمتع البلدان بعلاقات قوية، قائمة على الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية. كما يتعاون البلدان في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك البحث والتطوير والطاقة.