بين البرتغال وفرنسا حكاية طويلة وعريقة، تمتد عبر القرون، وتشمل العديد من جوانب الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد إلى الثقافة وصولاً إلى الرياضة، وخاصةً كرة القدم.
تتميز العلاقات بين البلدين بمزيج من الصداقة والتنافس، وقد تجسد ذلك بشكل واضح في صيف عام 2016، عندما التقت البرتغال وفرنسا في نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم.
كانت المباراة مشحونة بالتاريخ والرمزية، حيث تسعى البرتغال لكسر عقدة الخسارة أمام فرنسا في المباريات الرسمية، بينما أرادت فرنسا الحفاظ على سجلها الرائع أمام جارتها. ومنذ اللحظات الأولى من المباراة، كان من الواضح أن كلا الفريقين مصممان على الفوز.
انتهى الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف، لكن الشوط الثاني كان مختلفاً تماماً، حيث افتتح البرتغالي كريستيانو رونالدو التسجيل لمنتخب بلاده في الدقيقة العاشرة، لكن فرحة البرتغال لم تدم طويلاً، حيث تعادل الفرنسي أنطوان غريزمان في الدقيقة 16 من علامة الجزاء.
استمرت المباراة في الإثارة والندية، وتبادل الفريقان الفرص الخطيرة، حتى الدقيقة 109 من الوقت الإضافي، عندما سجل المهاجم البرتغالي البديل إيدر هدف الفوز لمنتخب بلاده، فاتحاً الطريق أمام البرتغال للفوز بأول لقب أوروبي في تاريخها.
كانت فرحة البرتغاليين عارمة، واحتفلوا بالفوز في الشوارع والميادين، بينما خيم الحزن على الفرنسيين الذين لم يتوقعوا الخسارة بهذه الطريقة.
لكن رغم المنافسة الكروية الشرسة، إلا أن العلاقات بين البرتغال وفرنسا ظلت قوية، وتجسد ذلك في الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى البرتغال في عام 2018، والتي التقى خلالها برئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه جماهير كرة القدم مواجهة جديدة بين البرتغال وفرنسا، فإننا نستذكر المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا عام 2016 كمثال رائع على التنافس الشريف والروح الرياضية العالية.