البريكس: النمر الذي يزأر في وجه العولمة




تأسست مجموعة "البريكس" (BRICS) عام 2006 كمنصة لمناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. ومنذ ذلك الحين، نمت المجموعة لتصبح قوة عالمية لا يستهان بها، تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل النظام العالمي.
ولعل أهم ما يميز "البريكس" هو وزنها الاقتصادي الهائل. يمثل أعضاؤها مجتمعين حوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من سكان العالم. ونتيجة لذلك، فإن لديهم نفوذاً كبيراً في المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ولقد استخدمت "البريكس" نفوذها هذا لدعم مصالحها الجماعية، بما في ذلك الدعوة إلى نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً، وتطوير الأسواق الناشئة، ومكافحة الإرهاب. كما أنشأت المجموعة أيضًا مؤسساتها الخاصة، مثل بنك التنمية للبريكس وصندوق الاحتياطي للطوارئ للبريكس، لتعزيز التعاون بين أعضائها.
وساهمت "البريكس" أيضًا في تعزيز التعاون بين دول الجنوب، ولا سيما من خلال التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة. وقد أدى ذلك إلى انتقادات من بعض الدول الغربية، التي ترى أن المجموعة تمثل تحديًا لسيطرتها التقليدية على الشؤون العالمية. ومع ذلك، يجادل مؤيدو "البريكس" بأن المجموعة تمثل شكلاً جديدًا من التعاون الدولي الضروري لمواجهة التحديات العالمية المعاصرة.
وإلى جانب تأثيرها الاقتصادي، لعبت "البريكس" أيضًا دورًا مهمًا في القضايا السياسية والأمنية. وقد أصدرت المجموعة بيانات تدين الإرهاب وتطالب بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما أنها أنشأت آلية التشاور والتنسيق لمجموعة "البريكس" حول القضايا الأمنية، لتعزيز التعاون بين أعضائها في مجال مكافحة الإرهاب وغيره من التهديدات الأمنية.
وعلى الرغم من أنها تواجه تحديات، مثل التباينات الاقتصادية بين أعضائها والضغوط السياسية الخارجية، إلا أن "البريكس" تمثل قوة عالمية متنامية. ومن المرجح أن يستمر تأثيرها في النمو في السنوات القادمة، حيث تلعب دورًا مهمًا في تشكيل النظام العالمي.