بصفتي طفلاً، كنت أركض وألعب في الممرات، تاركًا بصمات صغيرة في كل خطوة. كانت الأريكة القديمة في غرفة المعيشة هي المكان المفضل لدي لقراءة الكتب، ودفن نفسي في عوالم خيالية. وخلف باب المطبخ، كان الصوت المهدئ لأمي وهي تعد وجباتنا المفضلة يمنح المنزل حرارة وترحابًا لا يمكن إنكاره.
ومع تقدمي في السن، لم يتغير منزلي كثيرًا، لكنه تغير معنا. أصبحت غرفتي ملاذًا سريًا، مزينًا بصور لأصدقائي وعائلتي. كانت المكتبة التي كانت تضم كتب الأطفال ذات يوم مليئة بالروايات الكلاسيكية التي توسع آفاقي الفكرية.
كانت هناك أوقات كانت فيها علاقتنا بالمنزل مضطربة. كان هناك أيام شعرت فيها وكأن الجدران كانت تتقارب علي، أيام شعرت فيها بالغربة في المساحة التي كان من المفترض أن تشعرني بالراحة. ولكن مثلما تتقلب العلاقات البشرية، كذلك كان الأمر بالنسبة لي ومنزلي.
اليوم، أقدر منزل طفولتي بطريقة لم أفعلها من قبل. إنه أكثر من مجرد مبنى من الطوب والحجر. إنه خزانة ذكرياتي، وشاهد على رحلتي في الحياة. في كل زاوية وكل غرفة، هناك قصة تنتظر أن تروى، قصة عن حب عائلتي، وضحك أصدقائي، وأحلامي التي ولدت وترعرعت في جدرانه.
لذا، دعونا ندخل معًا عالم "البيت بيتي". دعونا نستكشف أرجاءه، ونكتشف القصص التي تخبئها جدرانه، ونحتفل بالمساحة التي شكلت من نحن اليوم.
أتمنى أن تستمتعوا برحلتكم من خلال "البيت بيتي" بقدر ما استمتعت بمشاركة ذكرياتي ومنظوري معكم. تذكر، بغض النظر عن شكل منزلك أو حجمه، فهو مكان خاص بك، مكان ستصنع فيه ذكريات لا تُنسى مدى الحياة. لذا، قدره وأحبك واحتضنه كما هو، لأنه حقًا "البيت بيتي".