في سفوح جبال الريف، حيث الطبيعة الخلابة وأشجار الأرز، نجد نساءً قويات، يواجهن مصاعب الحياة اليومية بإرادة لا تلين. هؤلاء النساء هن أمهات، وزوجات، ومزارعات، وحارسات للتراث التقليدي للمنطقة.
في العقود الأخيرة، ظهرت حركة "البيت بيتي" في الريف، والتي تدعو إلى تمكين النساء الريفيات وإعادة توزيع الثروة والسلطة داخل الأسرة والمجتمع. ورفع شعار "البيت بيتي" نساء الريف في شمال المغرب متحديات الظلم والتقاليد، مؤكدات على أهمية مشاركتهن في أسرتهن ومجتمعهن.
تقول فاطمة، وهي إحدى نساء الريف، "كنت دائمًا أشعر أنني أقل شأنا من أخي في المنزل، ولم يكن يُسمح لي بالتحدث أمام الرجال". ولكن بعد انضمامها إلى حركة "البيت بيتي"، اكتسبت فاطمة الثقة للتحدث عن حقوقها والتحدي ضد التقاليد التي حدت من دورها في المجتمع.
وتضيف عائشة، وهي امرأة أخرى من الريف، "تعرّضت للعنف الجسدي من زوجي، ولم أكن أعرف ماذا أفعل. ولكن بعد مقابلة نساء من الحركة، وجدت القوة للتحدث عن تجربتي والدفاع عن حقوقي".
نساء الريف ماهرات في نسج الصوف، ويصنعون منسوجات ملونة زاهية تُستخدم كملابس وديكور منزلي. وقد أصبحت منسوجاتهن الآن وسيلة للتعبير عن هويتهن وتحدياتهن.
ففي إحدى المنسوجات، تصور امرأة تمسك بيد ابنها، وتحدق في الجبال التي ترمز إلى مستقبل أفضل. وفي منسوجة أخرى، تظهر مجموعة من النساء وهن يحملن الرايات ويهتفن من أجل حقوقهن.
لا تزال نساء الريف يواجهن العديد من التحديات، بما في ذلك الفقر والتهميش والتمييز. كما يعانين من نقص فرص التعليم والعمل، مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف والاستغلال.
حركة "البيت بيتي" هي حركة مستمرة، تواصل النضال من أجل حقوق نساء الريف وتمكينهن. وقد حققت الحركة بالفعل تغييرات إيجابية في حياة النساء، بما في ذلك زيادة الوعي بحقوقهن، وتحسين فرص حصولهن على التعليم والعمل.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحقيق المساواة الكاملة لنساء الريف. وتحتاج الحركة إلى دعم من الحكومة والمجتمع المدني لضمان أن تتمتع جميع نساء الريف بحياة كريمة ومستقبل أفضل.
وفي الختام، فإن شعار "البيت بيتي" هو أكثر من مجرد كلمات؛ إنه رمز لقوة النساء الريفيات وتصميمهن على بناء مستقبل أكثر مساواة وعدلاً.