في زحمة الحياة وتسارع الأحداث، يتسلل القلق إلينا بشأن مستقبلنا ومستقبل أحبتنا. ففي خضمّ السعي وراء توفير معيشة كريمة، يبرز دور التأمينات الاجتماعية كضمانة أساسية لاستقرارنا في مرحلتي الشيخوخة والعجز.
أذكر جيدًا عندما كنت أخطو خطواتي الأولى في عالم العمل، إذ تملكني الخوف من الغد المجهول، لكن التسجيل في التأمينات الاجتماعية خفف من حدة قلقي وأشعرني بالأمان.
فالتأمينات الاجتماعية هي نظام تشاركي يهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية للعاملين وأسرهم من خلال المساهمات التي يدفعها أصحاب العمل والمؤمن عليهم. إنها بمثابة شبكة أمان مالية تضمن توفير دخل شهري عند بلوغ سن التقاعد أو في حالة العجز عن العمل.
وقد عايشتُ قصة جار لي كان يعمل بجد طوال حياته، لكنه لم يلتفت إلى أهمية التأمينات الاجتماعية. وعندما حان وقت تقاعده، وجد نفسه بلا دخل أو ضمان لمستقبله، فكان يعيش على ما تقدمه له الجمعيات الخيرية. لقد كان موقفًا حزينًا للغاية جعلني أكثر حرصًا على التأمين على حياتي وحياة أسرتي.
ومع ذلك، فإن نظام التأمينات الاجتماعية يواجه تحديات كبيرة، من بينها قلة الوعي بأهميته، خاصة بين فئة الشباب. كثير من الشباب يستهينون به لأنه بعيد المدى، ولا يدركون أنه استثمار في مستقبلهم. كما أن بعض أصحاب العمل لا يلتزمون بتسجيل موظفيهم في نظام التأمينات، مما يحرمهم من حقهم في الحماية الاجتماعية.
هل يمكننا أن نتخيل مجتمعًا بلا تأمينات اجتماعية؟
لذا، فإن ضمان استدامة نظام التأمينات الاجتماعية أمرٌ بالغ الأهمية. ويجب على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة وأصحاب العمل والموظفين، التعاون للارتقاء بهذا النظام.
ومن المهم أيضًا رفع مستوى الوعي بأهمية التأمينات الاجتماعية، خاصة بين الشباب. يجب دمج مفهوم التأمين الاجتماعي في المناهج الدراسية، وإطلاق حملات توعية تستهدف جميع فئات المجتمع.
فالتأمينات الاجتماعية ليست مجرد نظام دفع واستلام، بل هي ضمانة لاستقرارنا الاجتماعي والاقتصادي. إنها تمنحنا الأمان والطمأنينة بشأن مستقبلنا ومستقبل أحبائنا.
فدعونا نستثمر في مستقبلنا ونضمن حياة كريمة لنا ولأجيالنا القادمة من خلال المشاركة الفاعلة في نظام التأمينات الاجتماعية.
تذكير: