التوقيت الشتوي: هل هو حقًا مفيد كما يُعتقد؟




هل تتطلع إلى الوقت من العام حيث تُعاد عقارب الساعة إلى الوراء؟ بالنسبة للكثيرين، فإن التوقيت الشتوي يعني ساعة إضافية من النوم. ولكن هل هذا حقًا مفيد كما نعتقد؟

بدأ التوقيت الشتوي في الولايات المتحدة عام 1918 كطريقة لتوفير الطاقة خلال الحرب العالمية الأولى. وتمت إعادة تطبيقه في عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، استمر التوقيت الشتوي في الوجود كقانون دائم، مع بعض التعديلات التي أُجريت على مر السنين.

يُعتقد أن التوقيت الشتوي يوفر الطاقة عن طريق تقليل استخدام الإضاءة الاصطناعية في المساء، وهو الوقت الذي يكون فيه معظم الناس في المنزل. كما يمنحنا ساعة إضافية من ضوء النهار في الصباح، مما قد يؤدي إلى تحسين المزاج وزيادة الإنتاجية.

لكن هل يوجد بالفعل أدلة تدعم هذه المزاعم؟

  • توفير الطاقة: أظهرت الدراسات أن التوقيت الشتوي يوفر كمية صغيرة من الطاقة، حوالي 1%. وهذا يعني أن متوسط المنزل سيوفر حوالي 10 دولارات فقط في تكاليف الطاقة سنويًا.
  • تحسين المزاج: بما أن معظم الناس يستيقظون وينامون في نفس الوقت بغض النظر عن التوقيت، فإن التوقيت الشتوي لا يغير بشكل كبير كمية ضوء النهار التي يتعرضون لها. وبالتالي، فمن المحتمل ألا يكون له تأثير كبير على المزاج.
  • زيادة الإنتاجية: لم تظهر الدراسات أي دليل على أن التوقيت الشتوي يزيد من الإنتاجية. في الواقع، قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية بسبب قلة النوم التي يسببها تغيير الوقت.

إضافة إلى ذلك، فإن التوقيت الشتوي له بعض الجوانب السلبية:

  • زيادة مخاطر الحوادث: تُظهر الأبحاث أن عدد حوادث السيارات يزداد في الأيام التي تلي تغيير الوقت. وهذا لأن الناس لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم ويجدون صعوبة في التكيف مع الجدول الزمني الجديد.
  • صعوبة الاستيقاظ: بالنسبة للعديد من الأشخاص، يكون الاستيقاظ في الصباح أصعب عندما يكون التوقيت الشتوي ساريًا. وهذا لأن أجسامهم لا تزال معتادة على الجدول الزمني السابق.

في الختام، فوائد التوقيت الشتوي مبالغ فيها إلى حد كبير. إنه يوفر القليل من الطاقة، ولا يحسن المزاج أو يزيد الإنتاجية، ولكنه يسبب بعض الجوانب السلبية مثل زيادة مخاطر الحوادث وصعوبة الاستيقاظ.

إذن، هل حان الوقت للتخلي عن التوقيت الشتوي؟ هذا قرار يجب أن تتخذه كل دولة على حدة، مع مراعاة احتياجاتها المحددة. ولكن من المهم أن تكون على دراية بالحقائق قبل اتخاذ قرار.