الجمعة العظيمة




لطالما كانت "الجمعة العظيمة" بالنسبة لي أكثر من مجرد يوم في التقويم. إنها تُمثل انعكاسًا عميقًا على معنى حياتي ودور الأحداث الماضية في تشكيل هُويتي. في هذا اليوم، لا أستطيع إلا أن أفكر في الأيام التي مررت بها والأشخاص الذين أحببتهم وفقدتهم.

أذكر عندما كنت طفلاً، كانت "الجمعة العظيمة" تُمثل حدثًا هامًا في أسرتنا. كنا نجتمع معًا كعائلة لحضور الكنيسة، ثم نعود إلى المنزل لتناول وجبة مميزة. وبعد الظهر، كنا نذهب إلى المتنزه المحلي للتنزه والاستمتاع بالطقس الدافئ.

ومع مرور الوقت، تغيرت "الجمعة العظيمة" بالنسبة لي. لم تعد مجرد يوم مقدس أو مناسبة عائلية، بل أصبحت أيضًا يومًا للتأمل الشخصي. يوم أفكر فيه في حياتي وأهدافي وما آمل أن أحققه في المستقبل.

في السنوات الأخيرة، فقدت بعض أحبائي. وكانت "الجمعة العظيمة" بمثابة تذكير مؤلم بغيابهم. لكن في الوقت نفسه، كانت أيضًا يومًا للراحة والسلام. يوم أتذكر فيه الأوقات الجيدة التي قضيتها معهم وأستمد القوة من ذكراهم.

هذا العام، ستكون "الجمعة العظيمة" مختلفة بعض الشيء. بسبب جائحة كوفيد-19، لن أتمكن من حضور الكنيسة أو قضاء الوقت مع عائلتي بالطريقة التي كنت أفعلها عادةً. لكنني سأستغل هذا اليوم كفرصة للتفكير في أهمية الأسرة والأصدقاء والإيمان.

سأفكر أيضًا في الأشخاص الذين يصارعون في جميع أنحاء العالم. أولئك الذين يعانون من الفقر أو المرض أو الاضطهاد. سأصلي من أجلهم وأسأل الله أن يجلب لهم السلام والشفاء.

في "الجمعة العظيمة" هذا العام، أدعوك للانضمام إلي في التأمل في معنى حياتك. فكر في الأحداث التي شكلتك، والأشخاص الذين أثروا عليك، والأهداف التي تريد تحقيقها.

دعونا نستفيد من هذا اليوم لندخل في علاقة أعمق مع الله ومع أنفسنا ومع الآخرين. دعونا نجعل "الجمعة العظيمة" أكثر من مجرد يوم في التقويم، بل يومًا للتجديد والإيمان والرجاء.