الحشاشون الحلقة 11




انطلق الحشاشون في رحلتهم على ظهور الجياد، وقد عزموا على الوصول إلى معقل الفرنجة في القدس. وقد مرت بهم الأيام وهم يقطعون الصحاري والقفار، ويتحملون عناء السفر ووعثاء الطريق.

عبر الصحراء

كانت الصحراء قاحلة وجرداء، لا شيء فيها سوى رمال مترامية الأطراف وسماء صافية كزرقة البحر. وقد واجه الحشاشون صعوبات جمة في العثور على الماء والطعام، وكانوا يعانون من حرارة الشمس الحارقة والعواصف الرملية العاتية.

  • أبو طاهر: "يا إخوتي، لقد نفد ماؤنا تقريبًا. لا بد لنا من إيجاد واحة أو نهر قريبًا وإلا سنموت عطشًا.
  • أبو عماد: "لكن الصحراء واسعة للغاية، وكيف لنا أن نعثر على الماء فيها؟"
  • الحسن الصباح: "لا تخافوا يا إخوتي، فإن الله معنا. إننا نناضل في سبيل قضية عادلة، وسوف يهدينا إلى الماء."
الواحة الخضراء

وبعد أيام من السفر الشاق، بانت لهم واحة خضراء في الأفق. وقد أسرعوا نحوها فرحين أشد الفرح، ووجدوا فيها ماءً عذبًا ونخيلًا مثمرة. وقد نزلوا عن جيادهم وشربوا من الماء حتى ارتووا، ثم وضعوا طعامهم وناموا تحت ظلال النخيل.

لقاء الغريب

وفي اليوم التالي، بينما كان الحشاشون يستعدون لمواصلة رحلتهم، فوجئوا برجل غريب يقترب منهم. وكان الرجل عجوزًا طاعنًا في السن، يرتدي ملابس بيضاء ويحمل عصا في يده.

الحسن الصباح: "من أنت يا شيخ؟ وما الذي أتى بك إلى هنا؟"

الغريب: "أنا صوفي عابد، أتيت من بعيد. سمعت بأمركم، يا فرسان الإسلام، وبمسعاكم في تحرير بيت المقدس من الكفار. وقد جئت لأشد من أزركم وأساعدكم في رحلتكم."

الباحث عن الحكمة

فرح الحشاشون بمجيء الشيخ، ورحبوا به في معسكرهم. وقد وجدوا فيه رجلًا حكيمًا واسع المعرفة، فاستمعوا إلى نصائحه وتعلموا منه الكثير عن أسرار الدين والحياة. وقد أصبح الشيخ رفيقهم في رحلتهم، وأضاف إلى معنوياتهم العالية بصبره وتقواه.

رحلة محفوفة بالمخاطر

واصل الحشاشون رحلتهم نحو القدس، وقد واجهوا العديد من المخاطر والتحديات في طريقهم. فقد تعرضوا لهجمات قطاع الطرق واللصوص، واصطدموا بدوريات الفرنجة الذين كانوا يحرسون الطرق. لكن الحشاشون كانوا شجعانًا ومصممين، وتمكنوا من التغلب على جميع العقبات التي واجهتهم.

أبو طاهر: "إن الله يحمينا في كل خطوة نخطوها. إننا نصون نصره، وسوف نحرر بيت المقدس من أيدي الظالمين."

الحسن الصباح: "لقد كنا على حق في الثقة بالله. إنه معنا، وسيأتي بالنصر إلينا."

مواجهة الحقيقة

اقترب الحشاشون من القدس، فوجدوا المدينة محاصرة بجيش الفرنجة الضخم. وقد أدركوا حينئذٍ أن مهمتهم لن تكون سهلة، وأنهم سيحتاجون إلى الاستراتيجية والحكمة للتغلب على عدوهم.

أبو عماد: "يا شيخنا، هل ترى أننا قادرون على هزيمة الفرنجة؟"

الغريب: "إن النصر بيد الله وحده. لكن لا تنسوا أنكم تمثلون الحق والعدالة. إنكم تدافعون عن دينكم وبيتك المقدس. إذا اعتمدتم على الله واتحدتم فإنكم ستنتصرون بإذن الله."

الاستعداد للمعركة

استعد الحشاشون للمعركة، وقد أمضوا الليلة السابقة في الصلاة والدعاء. وفي الصباح الباكر، اصطفوا في صفوف منتظمة، ورفعوا سيوفهم في وجه جيش الفرنجة.

وكانت معركة شرسة وحامية الوطيس، وقاتل الحشاشون بشجاعة وإصرار. وسقط الكثير من الفرنجة في ساحة المعركة، لكن الحشاشون قاتلوا حتى آخر نفس.

النصر الحاسم

وبفضل إيمانهم القوي وإصرارهم على النصر، تمكن الحشاشون أخيرًا من هزيمة الفرنجة. ودخلوا القدس فاتحين، وهم يهتفون "الله أكبر".

وقد حرر الحشاشون بيت المقدس من أيدي الكفار، وأعادوا للمسلمين بيت المقدس المدينة المقدسة.

الإرث الخالد

ظلت قصة الحشاشين تروى على مر القرون، كشهادة على شجاعة المسلمين وإصرارهم على تحرير أرضهم المقدسة. وقد أصبح الحشاشون رمزًا للتضحية والفداء، وما زال ذكرهم يحمل الإلهام والأمل في قلوب المسلمين حتى يومنا هذا.

الدروس المستفادة

يذكرنا الحشاشون بالدروس التالية:

  • أن الإيمان الصادق يمكن أن يحرك الجبال.
  • أن الوحدة والاتحاد قوة لا تقهر.
  • أن النصر يأتي من عند الله وحده.
  • أن الدفاع عن الحق والعدالة يستحق التضحية بأرواحنا من أجلها.

فليكن الحشاشون قدوتنا في الشجاعة والإصرار والتضحية، ولنسير على نهجهم في الدفاع عن ديننا ووطننا. إننا على ثقة بأن النصر سيكون حليفنا إذا اعتمدنا على الله واتحدنا.