في أعماق جبال سوريا الشامخة، حيث تتشبث القلعة الأسطورية للقرن الحادي عشر فوق الهاوية، تكمن بقايا طائفة سرية أرعبت الممالك الصليبية: الحشاشون.
انطلقنا في رحلة اكتشافية إلى هذه القلعة المهجورة، التي تحمل بين جدرانها الحجرية قصة طائفة متمردة، قادها حسن الصباح، الذي أسس نظامًا ثيوقراطيًا غامضًا.
بين السراديب المظلمة والغرف السرية، كشف لنا علماء الآثار عن حياة هؤلاء القتلة الأسطوريين. لقد استخدموا الحشيش لخلق حالة من النشوة الدينية، حيث كانوا ينفذون أوامر سيدهم دون تردد.
"القلاع التسع"امتد نفوذ الحشاشين عبر تسع قلاع، وكل منها تسيطر على منطقة إستراتيجية. وكانت قلعة مصياف، التي زرناها، بمثابة حصنهم الرئيسي. بُنيت على حافة جرف شاهق، وتوفر إطلالات خلابة على الوادي أدناه.
يُحكى أن حسن الصباح قد اختطف صبيانًا من القرى المجاورة، ورباهم ليكونوا قتلة لا يعرفون الخوف. لقد أطعمهم الحشيش وغسل أدمغتهم ليتبعوا أوامره بشكل أعمى.
أصبح قتلة الحشاشين أسطوريين بسبب قدرتهم على التخفي والتنفيذ. لقد استهدفوا شخصيات بارزة، بما في ذلك ملوك الصليبيين. وقد أثار موت هؤلاء النبلاء رعبًا شديدًا في قلوب أعدائهم.
مع مرور الوقت، أصبحت الطائفة تهديدًا كبيرًا لسلطة الصليبيين. وفي عام 1273، شن المغول هجومًا على قلعة مصياف، مما أجبر الحشاشين على الفرار.
"إرث الحشاشين"على الرغم من زوال الطائفة منذ فترة طويلة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. فقد ورد ذكر الحشاشين في الأدب والتاريخ والسينما. وقد ألهمت قصتهم العديد من الأعمال الإبداعية.
لقد تعلمنا في زيارتنا لقلعة مصياف أن الحشاشين كانوا أكثر بكثير من مجرد قتلة. لقد كانوا طائفة دينية معقدة مع معتقداتهم ونظامهم السياسي المتميز. إن قصتهم تذكرنا بقوة الإيمان والخطر الذي ينشأ عندما تصبح معتقداتنا متطرفة.