بعد أن تعرّفنا في حلقة الأسبوع الماضي على جماعة الحشاشين والأسس العقائدية التي تؤمن بها، سنتحدث في هذه الحلقة عن بعض أشهر ملوك الفرقة وأشهر عمليات الاغتيال التي نفذوها.
من أبرز ملوك الحشاشين حسن الصباح، الذي استولى على قلعة آلموت في شمال إيران وأسس فيها دولة الحشاشين، ومن أشهر خلفائه رشيد الدين سنان، الذي اشتهر بعمليات الاغتيال الجريئة التي نفذها ضد زعماء الصليبيين، مثل كونراد مونتفيرات الذي اغتيل في عكا في عام 1192.
يُذكر أن الحشاشين، وعلى الرغم من صغر عددهم، تمكنوا من إحداث تأثير كبير في تاريخ المنطقة بسبب أساليبهم السرية ومهاراتهم العسكرية المتطورة. كانوا يستخدمون الخناجر لإتمام مهامهم وكانت عمليات اغتيالهم تتم في الأماكن العامة مما أثار الرعب في قلوب أعدائهم، وكانت هذه الخناجر مسمومة بسم قوي كان يسبب الموت السريع للضحية.
من أبرز عمليات الاغتيال التي نفذها الحشاشون اغتيال الوزير نظام الملك، الذي كان أحد أقوى وزراء السلاجقة، في عام 1092. وتم اغتيال الملك الصليبي بلدوين الثاني في عام 1131 على يد اثنين من الحشاشين اللذين تظاهرا بأنهما راهبان مسيحيان.
وخلال حكمهم لقلعة ألموت، ظل الحشاشون قوة يُحسب لها ألف حساب في المنطقة، وكانوا قادرين على إجبار الأعداء الأقوياء، مثل الدولة العباسية والدولة السلجوقية، على دفع الجزية لهم.
وفي النهاية تمكن المغول من القضاء على دولة الحشاشين في قلعة ألموت عام 1256، إلا أن أساليبهم وسمعتهم السيئة بقيت حية في الذاكرة الشعبية حتى يومنا هذا. ويُذكر أن مصطلح "الحشاش" يستخدم حتى الآن للإشارة إلى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، وذلك بسبب استخدام الحشاشين للقنب الهندي في طقوسهم الدينية.