الحشاشين الحلقة 17: سرّ قلعة الموت




في قلب جبال إيران الشامخة، يكمن حصن قديم مهيب يُعرف باسم قلعة الموت، وهو معقل الأساطير والغموض على حد سواء. إنه المكان الذي حكم فيه الحسن الصباح، زعيم الإسماعيليين النزاريين، مملكة سرية لمدة عقود.
يُحكى أن الحسن الصباح استخدم الحشيش لإخضاع أتباعه، محوّلاً إياهم إلى آلات قتل بلا عقل. لكن خلف هذا الغطاء من الأساطير تكمن حقيقة أكثر تعقيدًا.
لقد جمع الحسن الصباح مجموعة من المفكرين والعلماء والجنود المهرة، ونسج شبكة معقدة من الجواسيس والقتلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد كانوا منظمة ذات هيكل هرمي صارم، وكان ولاؤهم لزعيمهم مطلقًا.
كانت قلعة الموت مركز إمبراطورية الحسن الصباح، وهي حصن منيع استطاع الصمود في وجه العديد من الحصارات. داخل جدرانها، طور الحشاشين نظامًا تعليميًا متقدمًا ومارسوا التسامح الديني النادر في تلك الحقبة.
ولكن مع نمو قوتهم، أصبح الحشاشين هدفًا للخوف والكراهية. شن الصليبيون والخلافة العباسية والحكام المحليون حملات ضدهم، مصممين على القضاء عليهم.
واحدة من أكثر القصص إثارة للاهتمام حول قلعة الموت هي أسطورة "حديقة الجنة". يُقال إن الحسن الصباح كان لديه حدائق سرية داخل القلعة، حيث سيسمح لأتباعه بمذاق متعة الجنة، غالبًا باستخدام المخدرات. باستخدام هذه الطريقة، كان يأسر ولاءهم ويجعلهم مستعدين للتضحية بحياتهم من أجله.
ومع ذلك، فإن هذه الأسطورة على الأرجح مبالغ فيها. لم يتم العثور على أي دليل ملموس يدعم وجود مثل هذه الحدائق، ومن المرجح أن تكون مجرد دعاية أو جانبًا مبالغًا فيه من الحقيقة.
في الواقع، كان الحشاشون أكثر تعقيدًا وصقلًا مما يوحي به الأساطير. لقد كانوا منظمة سياسية وعسكرية متقدمة، واستخدمت التكتيكات الخفية والتخريب لإخافة أعدائها. كما مارسوا شكلًا من الحكم الذاتي، مما سمح لأتباعهم بالازدهار بعيدًا عن نيران الحروب الدينية التي مزقت المنطقة.
بنهاية القرن الثالث عشر، سقطت قلعة الموت في يد المغول، الذين دمروها إلى حد كبير. إلا أن إرث الحسن الصباح وتعاليم الحشاشين لا يزال قائمًا حتى اليوم. فهم يمثلون تذكيرًا بقوة الإيمان والولاء، فضلاً عن الدور المعقد الذي يمكن أن يلعبه الدين في السياسة.